- هدى جعفر
صنعائي (1)
بيتي الذي كان عريضاً بنافذة تطل على الشارع الذي قُتل فيه المتظاهرون في مجزرة بنك الدم وأخرى تطل على بيت الرجل الوسيم الذي عرفت لاحقاً أنه ميّت.
مقهى 101 حيث لا مانع لديّ أن اتخذه بيتاً وقبراً.
بيتي الثاني الذي كان طويلاً بنافذة تطل على ليل صنعاء الذي لا يشبهه شيء.
“الأرض الخضراء” حيث الضحكات العالقة حتى الآن.
بيت دعاء سميع حيث يُفتح القلب على جهاته الأربع.
شارع صخر الذي رأيت فيه ذات يوم أول أشباهه الأربعين.
شارع هائل وأنا أمشي فيه وأفكر بكل الذين ” نهبوا رُقادي واستراحوا”.
شارع فرعيّ مزهر ترتكز في إحدى زواياه السفارة الكوبية بصور غيفارا التي تغطي بوابتها.
مطعم “الحمراء” حيث غرقت ذات يوم، ولم أنجُ حتى الآن.
‐—————-
صنعائي (2)
ألف وجه أراه، وآلفه، وأحبّه.
لا يفصلني عن السعادة سوى جدار أو “جولتين” أو300 ريال أجرة التاكسي.
حياة يرفعهُا العاشقون بلا عمد.
“يا ليل يا عين” لا ينتهي، يبدأ فقط.
مطعمٌ حبشيٌ منزوٍ كلما زرتُه وحيدة سألتني مالكته الحسناء: “فين أسحابك”؟.
“أوضة وحدا بتسهر” وكل بيوت العالم مُطفأة كـ”فكرة لم تعثر على صاحبِها”.
شوارع طويلة وممطرة، مشيتُها حبًا وشوقًا وانتظارًا وانغماسًا في “سيرته” العطرة.
سيّارة كلمّا دخلتُها أحبّ نفسي وأنسى أنْفُسي السابقة.
صنعائي!