- محمد ناجي أحمد
مع انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) وإعلان حالة الطوارئ عالميا ،انطلق الوعي الرغبوي متحدثا عن (ما قبل كورونا وما بعد كورونا) مع تحديد مساره الخطي الصاعد والفاصل بين نهاية تاريخ سلبي وبداية تاريخ إيجابي، بما يذكرنا بسلسلةمن النهايات الأيديولجية والنبوءات اليوتوبية، مسار من التاريخ الواصل نحو (نهاية التاريخ) …
ولأن حركة الزمن تداولية وليست خطية بل ما هو خطي هو منحنى في منظوره الكوني وليس خطا مستقيما فسرعان ما حمل الراية منذ عام 1989 ومع سقوط الاتحاد السوفيتي وما عرف بالمنظومة الاشتراكية-موظفون في الخارجية الأمريكية أمثال فوكوياما و صمويل هنتنجتون معلنين (نهايه التاريخ ) و(بداية الرأسمالية) وانتقال الصراع من حقل المجتمع والاقتصاد إلى حقل الثقافة والأديان والاثنيات…
الحديث عن (نهاية الأيديولوجيا )هو في جوهره الرغبوي أيديولوجي،تماما كالحديث عن موت الأحزاب هو تكريس لسطوة الحزبي…
ولأن الأيديولوجيا هي الصورة الذهنيه للصراع في الواقع فإنها لصيقة الوجود الإنساني محايثة له لا تفارقه؛ أي أنها لا تموت ،لأنها تعبر عن وجود الإنسان …
كلٌ يرى (ما بعدكورونا) على شاكلته، بامتزاج بين الخرافة والايديولوجا والعلم…تضرعات اجتماعية تبدي قدرا كبيرا من عمى البصيرة والهرولة نحو غيبية تنسجها حالة عجز كوني…
أتحدث عن الأيديولوجيا التي ترى نهاية الوباء سيؤدي إلى تحقيق أحلام البشرية من عدالة وحرية ومساواة،أي تلك التي تجد نفسها في سقوط النظام الرأسمالي، ومن زاوية اخرى أتحدث عنها كمجموعة تصورات تعطينا القدرة على تأويل الحوادث والكوارث…