- محمد ناجي أحمد
مع انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 طفت الهلوسات الدينية والايديولوجيات المادوية من باطنها نحو السطح ،لتبني على هذه الجائحة مسلماتها الغيبية،وخرافاتها التي لا تقوى أمام العقل والوقائع المحسوسة!
يستشهد الواعظ بالآيات والنصوص المقدسة ليؤكد انتصار حقيقته المطلقة بثوبها الإلهي،زاعما أن هذا الفيروس عقاب من الله وتحقيق لوعده على انتشار الفساد في الأرض، بسبب البعد عن (الدين الحق )وطقوسه وشعائره ولغة ثيابه!
وترتفع عقيرة الماركسوي بإعلانه نهاية التاريخ الرأسمالي وموت التوحش،وبلغة رغبوية لا مادية،وكأن الحلقة المفقودة في التحليل الماركسي هو فيروس كورونا؛ الذي سيحيل الرأسمالية من ذروة توحشها إلى شيوعية ناعمة!
تاريخ الأوبئة منذ عصر النهضة وما بعده يترافق مع الامبريالية ،سواء في حصادها أو في توظيفها ،من الجذام والجدري والطاعون والكوليرا والملاريا والتيفوئيد الخ، ومع ذلك هناك من يأتي ليقول لنا بلغه استلابية:
ستسقط الرأسمالية بسبب عجز نظامها الصحي ،أو بسبب بعدها عن (الدين الحق) متعسفا في الاستدلال بالآية القرآنية،وموظفا لها في غير سياقها
” وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا “