- ياسين البكالي
مُسافراً عنكَ
كُلّي عبرةٌ ورجا
كأنّني حاكِمٌ
مِن قصرِهِ خرَجا
أُسائِلُ البابَ والجُدرانَ
عن فرحٍ
أسرى بقلبي إلى قلبي
وما عَرَجَا
مُسافراً عنكَ
يا عُمراً قطعتُ بهِ
شوطاً مِن الحُزنِ
حتّى الآنَ ما انبَلجا
وكُنتُ طفلاً بعُكّازينِ
يَنحتُ في
رملِ الحياةِ ؛
وفيها يَغرسُ الوَهَجا
كانتْ ليالِيكَ حَرَّى ؛
كُنتَ ملءَ دمي
تُجرِي الحنينَ
الذي كم قَطَّعَ المُهَجا
أتَذكُرُ الخربشاتِ
الـ عِشتَ تَمنحُها
دفئاً وتَمنحُني
مِن بعضِها فرَجا ؟
هذي زواياكَ
كم كانتْ عليَّ إذا
مرضتُ تَحنو نهاراً
أو تَحِنُّ دُجى
وكم كتبنَا معاً نصّاً
وكم تَعِبتْ
أُمُّ البنينَ
لكَي تُخفِي بكَ العَوَجَا
قلبٌ على الوقتِ يجثو
والمدى حُفَرٌ
وكُلَّما أهلكتْهُ الأُمنياتُ نَجا
والآنَ تَقطِفُني الآهاتُ
مِن يدِهِ
لفظاً يتيماً
على صدرِ الزمانِ سَجى
مُسافراً عنكَ
ما زالتْ بأمتعتِي
تَغلي المواجيدُ
حتى خِلتُها سُرُجا
وقِصّتي فوقَ ظهرِ الفقدِ
تبحثُ عن
مُغامِرٍ فاشلٍ
يَخشى الذي نَهَجا
يُساوِرُ الدربَ بالمعقولِ
ثُمَّ إذا
جُنَّ الطريقُ
اكتَفَينا بالذي نَتَجَا
مُسافراً عنكَ
أهذي بالمديحِ ومِن
فَرْطِ التَّشَظِّي
تَمَنِّيتُ المديحَ هِجَا
لن أمنحَ الغابةَ الرعناءَ
ذاكِرتي
إذا دخلتُ ؛
ومنها لا أُريدُ رَجَا
خُذِي مِن الأمسِ قِسطاً
وانْثُريهِ على
الآتي لِنَرفعَ
عن أخطائِنا الحَرَجَا
يا دمعةً أيقظَتْ بحراً
دفنتُ بهِ
سَيلَ المتاهاتِ ؛
كم عنهُ ابْتَعدتُ وجَا !!!
تُنفَى كعُشٍّ ؟
وأنتَ الطائرُ !! اغترِفِيْ
يا ريحُ كلَّ غُبارٍ
بالندى امتَزَجا
إنَّا نُربِّي حُقولاً
مِن تَشرُّدِنا
أنَّى اتَّجَهنَا ؛
وعنها نَمنعُ الهَمَجا
كأنَّ ملحمةَ الأعرافِ
تَغرقُ في
خيطٍ مِن الوهمِ
أودى بالذي نَسَجَا
1/4/2020