- عبد الرحمن بجاش
تأتي لحظة ،احدث نفسي ،أقول لها : لن أكتب العمود للغد …
من اللحظة التالية احس بالضياع ..وبأنني فقدت شيئا عزيزا ، وبأنني بالمطلق غير موجود …
وهذا ما حصل بالأمس ، ليس لعجز في العناوين ، فهي متوافرة …ولكن لسبب لم افهمه ..او لان عناويني الجاهزة رأيت انها لاتناسب الخميس ….
من الحادية عشرة ظهرا وانا محبط …
فتحت التلفزيون بعد العصر أتابع مجريات اللحظة في الكون ، على الجزيرة مباشر تنقل مباشرة من شوارع روما خلوها من الحركة تقريبا ، فجأة توقفت الكاميرا ، أدركت أن التوقف لأن إشارة المرور حمراء !!! …حتى إذا تغيرت إلى الأخضر، انطلقت من جديد ،برغم أنه كان بإمكانها مواصلة السير فالشارع خال من السيارات ، عند اشارة اخرى نقلت الكاميرا نفس التصرف لدراجة نارية ،قائدها يعتمر خوذة وينتظر حتى تسمح بالمرور…واشارة ثالثة ورابعة ،وهكذا …..
صورة اخرى التقطت موضوعها بالأمس لشبان يمرون على المنازل في لندن ، فهمت انهم يعرضون على السكان في المنازل أن يقوموا بقضاء حاجياتهم نيابة عنهم ، شابة صغيرة كانت تعطي كل من يظهرمن الباب منشورا صغيرا يوضح مبادرتهم كشباب ” القيام بقضاء اي حاجة نيابة عنك ” ….
التربية العامة تنمي الإحساس بالمسئولية لدى الفرد …وتنشئته على أساس انه جزء من المجتمع وأن عليه مسؤولية تجاه الفرد ….
ليس لدينا إحساس بالمسئولية ،لا عالي ولا واطي …لان التربية العامة غيبت ..وحل محلها التذاكي …فمع انتشار كورونا في العالم ، حري بنا وشبابنا المبادرة الطوعية للقيام كل بما يقدر عليه على صعيد التوعية بما يفترض أن يعمله الناس اتقاء الفيروس ..اذ أن معظم الشارع لا يزال في واد آخر، لتدني الوعي ..ولفهم تعاليم الدين بوحي من ذلك التدني ….
صفحات الفيسبوك وكل وسائل التواصل وهي نعمة جاءت إلينا مجانا ، لانستفيد منها ..فقليلون هم الذين يبادرون لتوعية الناس ، كثيرين يتنابزون بالاتهامات …وكثيرين يسيسون الفيروس لصالح هذا أو ذاك …في وقت اقترب العالم من التحدث بلغة واحدة لمواجهة الفيروس ، وبعضهم يسخران روسيا ساعدت امريكا ،وينسى أن اللحظة انسانية بامتياز ،لامكان فيها لتصفية الحسابات ….
لأننا في واد والمسئولية في واد آخر والمبادرات الطوعية تكاد تكون نادرة …لأن الوطن كما قالت رسالة صاحبي لايعني شيئا للإنسان …فحتى كتاب التربية الوطنية لم يعد أحد يتذكره …
الان احس اني انتصرت على حالة الإحباط وقد أكملت كتابة العمود ….
لله الأمر من قبل ومن بعد .