- عبدالقادر صبري
وجعٌ
ودخانْ
وأنهارٌ
ورَمادْ
ريشُ نَورَسٍ
مُلطَّخ بالسَّوَاد
و حُلُمٌ ذابلٌ مِثلُ أسمائِنا
هذا مايلزمنُي
لأكتبَ لكِ
تعويذةَ الحزنِ
أيا نخلة الأنهارِ الشقيةِ
خبريني ..
أكانَ يوجِعُكِ الحزنُ، أكثرْ،
أَمْ مِياهُ المَخَاضْ؟!
يومَ داهَمَكِ الحُزنُ
مثلَ مَخاضٍ مَرير؟!
الولادةُ خَيبةٌ مُثْلَى
هل هَززتِ إليكِ
بجذعِ المياهِ؟!
وحدَها الذابِلاتُ من الحُلمِ
تتساقَطُ حين تثورُ المياهٌ
الأنهارُ هنا وحيدةٌ
بلا ترنيمتكِ السُّومريةِ
أينَ واريتهِ
حُلْمَنا القُرمُزِيِّ النَغَمات؟!
التُرابُ كذلكَ
وحيدٌ .. كما حُلُمي
و كَما الأنهارِ
فلماذا نثرتِ في اللامدى ريشَ نورسك اليماني العنيد؟!
كيفَ حَطَّتْ على العُشِّ
بيضةٌ من رمادٍ
ولم تَصْرُخي؟!
كيفَ ساقَتْ دموعي إليكِ الحزنَ مثلَ الدُّخانِ
ولم تزأري؟!
هل كُنتِ غارقةً في الرَمَادِ..
تبحثينَ عن البياضِ الذي
كان يَكتنفُ قلبُ ذلكَ الطائرِ المُوْجَعِ حَدَّ المَطر؟!
ذلكَ الطائرِ الذي
أسْلَمَ جناحيهِ للغبار،
نورسكِ المغدور؟
هل صار ترنيمةً من هَباء؟!
خبريني ..
هل كان يُجَدِّفُ نحوَ أُغنيةٍ جنائزيَّةِ النَّغَماتِ..
ليكسو صوتهُ المشروخِ بها؟!
أمْ كانَ يبحثُ عن ما يَجعلُ ذلك الصوت
لائِقاً بمَقامِ النُّواحِ
اليومَ صارَ البيتُ كُلُّهُ
مَقبرةً من رَمادْ
والشواطِئُ صارَتْ
صحارى موغلةً في الصمت
تُرى ..
هل اكتملَ مقامُ النُّواحِ؟!
وحيدةً صارت الأحلامُ دونَكِ
يانخلتي..
هل تعلمينَ أنَّهم
في “الإلدورادو”
كانوا يُجَفِّفُونَ الأحلامَ
و يُعَلّقُونها
على الأبوابِ الصَّدِئةِ
مثلَ تَعويذةٍ بابليةٍ
التعويذةُ/الحُلُم ..
لم تَعُدْ الآنَ تُجدي،
سِوى في حَجبِ العينِ ..
الحُلُم/ التَّعويذةُ
رُبَّما يصلحُ لدرْءِ الحَسَدْ
الأحلامُ حينَ تموتُ
تتحولُ إلى خَيباتٍ
والخَيباتُ لا تُغري الحُسَّادَ
من الحزنِ
سأصُوْغُ لكِ وطناً،
بلا شُهداءَ،
لكي لا تَبكي
ومن الحزنِ سأكتبُ
كتاباً سَماوياً
يَرثي الشهداءَ الذين
لم يموتوا..
ومن الحزنِ فقط ..
سأصْنَعُ لكِ سماواتٍ مُلونةٍ بلونِ عينيكِ
وأيُّ سَماءٍ
بلا حُزنكِ الشَّفيفِ
يا نخلتي ..
ماهي إلا ..
قِطعَةٌ من هَباء.