- عبد الرحمن بجاش
الكشك في التحرير ، بل في قلبه، وهو ما أشار إليه اليوم في صفحته الرائعة الأستاذ أحمد ناجي أحمد .. وأن هناك من سيجتثه !!!
لن يحزن سعيد وحده، بل سأحزن أنا، وكل من تذهب به رجليه منذ العام 1980 لينهل من معين الصحف والمجلات كل مفيد.. كشك سعيد جزء من الذاكرة البصرية، والذاكرة الجمعية للعاصمة.. جزء من أرواحنا بالفعل …خاصة أنا وسأقول لكم لماذا ؟؟؟..
أولا في نفس المكان هناك حكاية أخرى ” منتزه التحرير” الذي كان شاهدا على أجمل مراحل الحلم، وإلى كراسي المنتزه جلس معظم اليمنيين من كل البلاد.. شهد نقاشات المثقفين، وصياح الحزبيين، وقصص المقاتلين الذين كانوا يهبطون من الجبال، وإليه يحجون …كان المنتزه معلم صنعاء الجديد..حتى ذات مساء مر الزعيم وأمر بسحقه فسحقت أرواحنا؟! لماذا ؟ لا تدري ..انا لا أألف إدعاء من رأسي ، بل أعلم حكاية المنتزه الذي هو رواية يجب أن تروى ذات يوم ….
سعيد علاو ، وإبراهيم علاو، وأحمد علاو من كان يدير الكشك الثاني أمام مدرسة الوحدة ، لهم كأشقاء مكافحين سيرة تروى :
سعيد وأخوته، والوصابي صاحب الكشك الكائن أمام سينما بلقيس ، بدؤوا ومن قبل العام 80 ببيع الصحف والمجلات ، كل منهم يحمل كمية ،ويدور في الشوارع، بالذات عبد المغني والضفاف الأخرى للشارع ، حتى أصبحوا ملمحا من المنطقة كلها.. وفي وقت متأخر، تراهم يذهبون بما تبقى من صحف ومجلات إلى استديو النجم لعلي أحمد عمر، إلى جانب مستودع الشرق الأوسط والأن صيدلية مروان ، وفي الصباح التالي مبكرا يأتون إلى الاستديو ، ليبدأ يوم آخر…
وعندما وجدت مؤسسة سبأ العامة للصحافة والأنباء ، فكر القائمون عليها بإيجاد أكشاك لبيع الصحف ، فكان مكان المنتزه كشك سعيد وذاك الذي أمام مدرسة الوحدة للإخوة الثلاثة ، فيما بعد تركهم ابراهيم والتحق بوظيفة في المالية ، والوصابي كشك سينما بلقيس ….
هنا ليست الحكاية حكاية شباب و استأجروا أكشاك والآن مع السلامة.. هم قصة كفاح وتعب وكرامة وجهد ….هم نموذج لشباب نحت الصخر في سبيل أن يكون شيئا ، وقد كانوا الأربعة، الوصابي واسمه حسن إذا ذاكرتي ماتزال حية سيرة لابد أن تسجل وتروى.. لابد أن يكرموا ، لابد للثقافة يوما ، وللصحافة أن تحتفي بهم ، وأن يكرموا ، وأن تسجل رحلتهم الطويلة بأحرف من تقدير وإعزاز …
بالمناسبة ، هناك كشك بجانب باب مدرسة عبد الناصر الموؤودة ، ضاع بسبب أن أحدهم ذات يوم فرض فرضا منحه رخصة كشك سماه ” الثقافة ” وتبين خلال أيام قليلة أنه تحول بقدرة قادر إلى بوفية !!!!!!..كان ذلك في العام 90 تقريبا
المكان جزء من الروح ، فلا تقتلوا أرواحنا باجتثاث كشك سعيد ..
لله الأمر من قبل ومن بعد .