- عمار الأصبحي*
إلى أمي بمناسبة عيدها السنوي وإليَّ بكونها العيد
بين جهات مدججة بالقلق
وقلبي المسافر في مدن الخوف..
تحاصرني أسئلة كثيرة في الحب والوطن والحرية عن دنيا الحزن وأسباب المحن..
يضيق الحزن حولي في غياب الإجابات ويأخذني نحو حدود الغسق..
فأمضي
متوهماً منفرجاً
وفي الليل نافذة للهروب
كعادتي
أبحث عن متسع
أمشي في شوارع راسي..
محدقاً في الظلال الواقفات على النوافذ
أقلب أوراق ذكرياتي المهملة،
صور الأصدقاء..
….
لا فائدة،
كل شيء ينصب في زحمة التيه خدع من سراب،
أنظر إلى المجهول والدمع يحكي:
لقد ضعت، إنتهيت..
وأمضي
وحيداً
أمضي
إلى إن يطاوعني الحزن
وأتذكر وجه أمي،
وهنا..
يطير بي الشوق بعيداً عن وجع المكان، وتحلق روحي بحثاً عن الروح
كعصفور تغني للخلاص،
حتى تعود إلي مبللة بماء صوتها الحنون..
دفئاً يتهاوى كالشلال نحو الداخل
يذيب الثلج الحزين..
أغمض عيني
وبخشوع أصلي
أصلي لها حيث تبدو كآلاف الصباحات..
أمي،
أمي ياقلعة الدفء والأمان..
يادليلي الوحيد على اتجاه الحياة
امنحيني شيء من الأمل يامغزل الضوء الوحيد..
…
أذرف نفسي نحوها
هكذا..
لتنثر حولي دفء الليالي كلها
ومن ينبوعها الطهر تسقيني الحنان
فأنسى هبوب الملح وأنقع مافي دمي من غياب.
- الناشر رئيس تحرير