- أحمد السلامي
نتقاسمُ الليل وتعب الشهيق
أحياناً تنقلب الأمزجة
ينزاح الوجوم سعادة
بشهقات لا ينقطع وميضها
ولأن الحياة باردة يسخنونها بالعبث
تطيش ابتساماتهم بالرقة
بأجفانهم يذبحون الليل
يظلون أوغاداً بحماقاتٍ سهلة
يستطيعون الصمت ليضحكوا فجأة
يفكرون جيداً بتدبير الجنون
المزاح براعة أفواههم
يسكرون بالضجيج
لا يبالون بسمعكَ الرهيف
يكسرون عاداتك
وبلا أسف يضحكون
لا شيء يستحق الحركة
ولا أحد كذلك
كل دقيقة تمر فَرِحة من بين أصابعهم
يظل الوقت ذكياً
يدفع بهم إلى الهاوية
لِيُغرقوا في النسيان أحلامهم
يُبللون المطامح بلعاب الضجر
ويسندون ظهورهم إلى الجدران
يتفرجون على حياتهم وهي تمر
يفترشون الكآبة
كل يوم
بلا أمل في الأمل
كل شيء يبدأ من الآن
وما ظننتها معرفة كانت لبساً
حتى الابتسامات
تستطلع فيَّ شيئاً
ربما انفعال راكد في جبهتي
أوراق اللعب تلد الصراخ
كانت حبلى بالغش
لم أكن أعرف أنني وحيد لهذه الدرجة
وحيد خيالات أبسطها أن أطير
وحيد رغبات ألحها الهدوء
كل شيءٍ يصرخ في وجهي بصمت
ينبهني للعزلة
كل شيءٍ عاد مغلقاً بالشكوك لدرجة أن
الجالس مع الضجيج اللازم لجلوسه
يرفع نظرة إليَّ
أتحفز للتقهقر
أبحث عن مرآة
خطأ ما في ملامح وجهي
وجهي الذي يتعثر بأنفاسهم كل مساء .
لا أحد هنا يشبه نفسه
كل شيء عاد جديداً
كأن انخداعي بالأشياء يُبليها
كان الوقت يمر على بساطتي
السذاجة تصدق الحواس
وثمة حاسة معطلة استيقظت للتو
العزلة حظي
تحالفني حين أكتشف خدعة ما
أتمشَّى في رأسي ..
أحاول أن أثق بي
والضجة التي كنت ألفتها
تنتصب الآن تحت قدميَّ .
الفراغ يضيق بالآن :
يدخل عليَّ لا أحد
أحدثه عن لاشي .
- من “حياة بلا باب” 2001