- خليل القاهري
محظوظ جداً أن حصلت على نسخة من كتاب (عناقيد ملونة)،الذي يحوي أعمال الشاعر الكبير والمرهف أحمد الجابري ..
•(لمن كل هذي القناديل،التي يغنيها كل اليمنيين ..،وأشكي لمن وانجيم الصبح،وضاعت الأيام”أيش معك ياقلب تتعب مع الأحباب وتتعبني معك”،هوى الأيام (ياصبايا فوق بير الماء والدنيا غبش،وعاشق الليل )،
هذه بعض قصائد الشاعر أحمد الجابري التي غناها أيوب طارش ،
وقصائد أخرى لفنانين آخرين “أشتي أسافر بلاد ماتعرف الا الحب”،
وكذلك “عدن عدن ياريت عدن مسير يوم”وأخضر جهيش وعلى امسيري وناقش الحنا ،والله ماروح إلا قاهو ليل
وكذلك يا احباب إذا جاكم مطر بالليل لاتحسبنه مطر هو دمع عيني سيل،
وكذلك دندني دندني،،وأكثر من 200 عمل بين غنائيات ورباعيات وموشحات،،يحويها الإصدار الفاخر “عناقيد ملونة”،الذي يحوي أعمال الشاعر الجابري ،الذي غنى له فنانون كثر كأيوب وعبدالباسط وأحمد فتحي وعبدالرب إدريس وأحمد قاسم ،
•الكتاب صدر في 360 صفحة عن مطابع المتنوعة بتعز بطباعة فاخرة للغاية برعاية مجموعة هائل سعيد أنعم،
جهد عظيم يستحق باذلوه كل التقدير ،بدءاً بالحاج علي محمد سعيد أنعم،والأستاذ نبيل هائل،،والدكتور حامد الشميري وغيرهم،
•يتحدث الشاعر الجابري في مستهل الكتاب عن تفاصيل حياته وطفولته بين عدن وتعز والقاهرة مروراً إلى استقراره الأخير في صومعته بالراهدة والتي يصفها بالأكثر اغتراباً ووحشة،
•الجابري طائر الأشجان مايشجيك في تيك الرُبى من لوعك؟؟
يصف حاله واغترابه وضياع عمره بقوله (ضاعت الأيام من عمري سدىً..ضاعت وعمري ضيعك)،،ويقول كذلك
أضاعوني وهم أهلي وَإِنِّي ..إذا ماغبتُ لايلقون مثلي
وكنتُ أظنهم أهلاً لحبي ..فلما جئتُ لم أظفر بأهلِ..
•هذا الذائع الصيت الذي ملأت أغانيه وقصائده الدنيا وأغدقت على القلوب سعادةً وعاطفة،لم يكن يوماً مجهولاً لدى الخاصة ولا العامة كما قال عنه الدكتور المقالح في تقديمه للكتاب بل ظل ملئ السمع والبصر ،
••وحيداً شريداً وهو يقترب من عامه الخامس والثمانين وقد ملأ البلاد طرباً عاش في غرفته بالراهدة أو صومعته كما يسميها،ويتحسر على فراقها مؤخراً بقصيدة حزينة مغناة بصوت عبدالباسط عبسي
غادرت أهلي مكرهاً..إذ كان لي فيها حبيب
كانت حياتي غربةً..وعشتُ أيامي غريب..
•ويصف وضعه بعد مغادرته صومعته كذلك
(واليوم حالي متعب..كفارس في معمعه
قد خانه حصانه…ونال فيها مصرعه
لالاتلم ياسيدي…مثلي ولاتتعب معه
عفواً فإني ميتٌ…أغلقتُ باب الصومعه))
لم تسعه هذه البلاد المترامية والمشبعة حرباً وظلماً،في منزل يقيه مساوئ الزمان..
••الكتاب توثيق إنساني وإبداعي لمسيرة علم كبير ،في بلد تُوثقُ فيه مشاهد قتل لاحدود له..
ومع ذلك يبقى الجابري كبيراً كثيراً،كما قال عنه الأستاذ خالد الرويشان في مستهل الكتاب ذاته(أيها الجابري ..ما أجملك وحيداً في مدارات أيامنا..،ماأقل هذا العالم ..ماأكثرك!!)..