- ضياف البراق
سأموت خفيفًا،
لكن لا تكتبوا شيئًا على شاهدة قبري،
أٌريدها فارغةً، صافيةً، مثلما روحي قبل موتي.
بل، لا تنصبوا شاهدة فوق قبري،
مؤخرًا صرتُ أبغض مجاملات الناس،
هي التي قتلتني طول حياتي.
أبغض نفاقهم الذي يخرج من دواخلهم الغبية، ذات الرائحة الفاسدة،
الأكثر قذارة من جواربي التي لا أملك إلا هيَ.
لا تسألوني عن اتجاه حبي،
فأنا لا أحب شيئًا غير جواربي، بالرغم من أنها غير واسعة، ولا أنيقة، مثل كتابات العميقين المُقلِّدين، المُتكلِّفين.
لا أحبني أيضًا.
بالطبع، ما من شيء يستحق الحب،
حتى الحرية، أكرهها،
أكثر من كرهي لصورتي الكئيبة عند انفصالي من الفِراش.
نعم، سأموت، لكن ليس مثل كل الناس،
ولا أحتاج إلى قبرٍ،
فالحُفَر الجاهزة موجودة في كل مكان،
والأكفان ستظل رخيصة ما دامت لا تتكلم بشكلٍ جميل، ولا تؤذي أحدًا.
يومَ أموت، فقط، سيرتاح بالي، لأطول مدة، من فكرة السعادة،
ورأسي سيخلو، نسبيًا، من ضجيج شعارات هذا العصر الوقح،
وقلبي سيحلِّق، عاليًا، مثل خيال مُهرِّج،
كم حلمتُ، يا نعشي، بهذه الحرية الكاملة.
سأموت بعيدًا،
دونما أيّ انفعال،
أو تكلُّف،
لأني لن أتيح لخيال أحد مراقبة موتي،
ولن أعتذر لتلك الحبيبة التي كذبتُ عليها، آخر مرة، بأني سأعود.
أعرف، كذبت عليكم جميعًا،
لم أحترم شيئًا في حياتي،
ولكني، على الأقل، لم أرغمكم على شيء،
لم أنم يومًا وأنا أفكر بأحد،
وأظنني المجنون الوحيد، في كل التاريخ، الذي عاش ومات على الحياد.