- عبد الباري طاهر
نجمان غابا عن دنيانا كانا يملأن الحياة نوراً وجمالا ومحبة. محمد يحيى الصبري ساكن القلوب من القادة السياسيين البارزين بنى نفسه وقدراته السياسية والثقافية والحزبية بدأب ومثابرة واجتهاد. الابتسامة لا تفارق شفتيه. ابتسامته الدائمة تعبر عن نفسه المطمئنة والواثقة والمحبة. كل الذين عرفوا محمداً يكنون له الحب والتوقير. إنه السياسي القومي الذي جسد الولاء القومي، والالتزام الأدبي والأخلاقي المتسامح والعقلاني. يحاور الجميع بقلب مفتوح، وذهن صاف ومتحرر. انتمى باكراً للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وترقى المراتب الحزبية وصولاً للأمانة العامة في مشواره القصير زمنياً الممتد والمليء بالعطاء والكفاح القومي.
لمع نجمه في سماء الطلب والطلاب؛ فقد كان من أبرز القيادات الطلابية في قيادة الحركة، ونال درجة الماجستير، وكان بصدد إعداد رسالته للدكتوراه قبل أن يداهمه المرض العضال. كان الفقيد ناشطاً في المجال المدني والحقوقي، وكان حضوره لافتاً في الدفاع عن الحريات والحقوق. سكن قلوب الناس وكان جسر تنظيمه والآخرين. رأس الهيئة التنفيذية، وكان الناطق الرسمي للقاء المشترك، وكان عضو المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية السلمية، وعضواً في الحوار الوطني، وفي نقابة الصحفيين وعضواً في المؤتمر القومي العربي. حضوره واسع في مؤسسات المجتمع المدني. إنه النجم الذي غاب، ولكن آثاره وعطاءه دائم وخالد. له أبحاث ودراسات نتمنى أن ترى النور؛ فله المجد والخلود، ولأهله وأبنائه الصبر والسلوان.
محمد حسن علوي الجفري العطاء السخي
الفقيد العزيز محمد علوي نسمة هواء نقية وصافية. درس في دمشق في المراحل الباكرة. حاد الذكاء، جم التواضع، محب للعمل، ومخلص حد التفاني. واصل دراسته في الحديدة. حاصل على البكالوريوس من جامعة عين شمس. عمل محاسباً في شركة النفط، وفي الوقت نفسه تعاون مع الأستاذ العزي مصوعي في تأسيس إذاعة الحديدة. عمل مذيعاً ومقدم برامج ومخرج لأعمال درامية بحسب شهادة صديقه الأستاذ محمد قفله. له ديوان شعر باسم «شموع ودموع » قدمه الدكتور عبد العزيز المقالح.
حياة الفقيد محمد علوي الجفري ملأى بالعمل والإبداع والعطاء. ترجم له الأستاذ الجليل محمد قفله، والدكتور عبد الودود مقشر، والفقيد بعد عطاء وعمل دءوب في النفط محال للتقاعد دون راتب.
تأبين الدكتور عبد الودود مقشر تتتبع دقيق لسيرة ومسيرة الأديب المتعدد المواهب الجفري والأساتذة الأجلاء الذين تتلمذ عليهم، وكفاحه الدءوب لتربية جيل من الإعلاميين والأدباء في غير منطقة، كما أبنه الأستاذ الجليل والإعلامي الكبير المثقف المؤرخ والأديب علي الجمرة، وقد عرفه عن قرب، وأثنى على سيرته العطرة ودوره في الإعلام وفي إذاعة الحديدة التي كان أحد أهم واضعي لبناتها وبرامجها ومسلسلاتها.
الرحمة والمجد والخلود للفقيد والصبر والسلوان لأسرته وذويه.