- نبيل الشرعبي
متى سنخجل ونحن نتخفى ونترك عمالقة الاعلامي اليمني يتعذبون في حجيم البؤس دون أن نكلف أنفسنا عناء مجرد السؤال عنهم وعن أحوالهم..!!
لحظة يا زمن.. كيف تجروء على أن تتجاهل نداء ذاك الشامخ كالطود_ محمد المساح، وتتركه وحيداً يصارع الحياةمقطوعاً من أبسط حق.. نعم حق واحد فقط وهو راتب التقاعد الذي سُلب منه ليصبح دون هذا الحق القانوني والإنساني_ ليصبح أعزل ولكنه يرفض إلا أن يبتسم ويداعب الزمن.. لحظة يا زمن، أما حقوقه كهامة اعلامية وأحد أهم عمالقة ورواد الاعلام اليمني فقد طلقها هو عن قناعة_ لأنه ليس ممن يحني هامته النقية والشامخة، وعاش مبتسماً ومبتهجاً لكونه انتصر للوطن وانتصر للمنهة من السقوط في قعر الإذعان والتملق..
هل يدرك من يتاجر اليوم بوجع الوطن وشرفاء اليمن، ولم يكلف نفسه مجرد سؤال عن وطن يذوي تحت لظئ البؤس، أن الزمن لا يرحم، ومن يتنكر اليوم لمثل الإنسان الكثير محمد المساح، سيتنكر له الزمن غداً، ولكن روح هذا الراهب النقي محمد المساح ستذود عنكم وجع ووحدة المشيب.. فهل تعون ثقل أن تتحول صلواته إلى لعنات تطاردكم..!؟
عظيم يا محمد المساح.. عظيم أنت يا قديس الكلم العذب والحرف النقي والروح الكريمة والصابرة.. عظيم وأنت تسمو بجراحك وتبتهل للملكوت أن يمنحنا القوة والسعادة، وتنسى بؤسك مبتهجاً بسعادتنا..
الإنسان الوطن محمد المساح، أعترف أني أمارس خيانة التلصص على جرحك الغائر والذي يمتد من نافذة روحك الوحيدة والعظيمة عبر تضاريس الزمن حتى عميق روحي الصغيرة.. أيها الكثير في حديثك وصمتك، امنحني حق الحديث عنك كمن يمارس عشق لا يتسع لوصفه غير الصمت، حيث الصمت في حرم الجمال جمال..
السلام وأزكى الصلوات عليك يا محمد المساح_ إنسان كثير واعلامي فجع الزمان وهو يأمره بالتوقف لحظة، فخانه الرفاق والأصدقاء وجيل الأبناء عند منعطف المشيب، وتركوه نهب لجحود النكران له ولشعر رأسه الشائب دون آدنى تقدير لمشواره النقي في الانتصار للوطن أولاً والمهنة ثانياً ولنا الجيل الجاحد بفضله علينا ثالثاً..