عن الشيباني .. سطور متخمة بالذكرى

• أحمد النويهي

عصف ذهني مركز شتت مجلدات من القهر، وبعثر سطور متخمة بالذكرى الموبوءة بتاريخ القضية.. مادة كتبها الرفيق الأديب محمد عبدالوهاب الشيباني عن الدكتور علي محمد زيد.
بالمناسبة الآن اشعر بالدفء بعد خلدت للراحة وقد تناولت شاي ملبن وشهقت رائحة التبغ بذاكرتي .. أشتي أعترف أن محمد يكتب نيابة عن مجمع اليسار الكسيح بلغة تنثر هواجسي الأولى حين تعلقت بالجريدة والمجلة والكتاب ..

تعرفت محمد في الأسبوع الأول لوصولي صنعاء في مخبازة جهينة بباب القاع يومها كنت إلى جوار أخي الرفيق الراحل الأستاذ سيف فقد كان يشير لي برمش عينيه هذا محمد ويقدمني بصيغة أليفة ولطيفة كان يهمس بشيء من الزهو حين يقول هذا أحمد أخي ويطلق ابتسامة لم أعرف مبناها ومعناها إلا بعد سنوات حين كبرت وصرت أدرس الإعدادي كنت يومها صف سادس حين لمحت محمد ذلك الشاب اليافع الوسيم والأنيق ..كانت المخبازة رصيف الحركة الوطنية ولازالت ..

لا أعرف متى قرأت لمحمد منشورات متلاحقة عن المقاهي.؟
وإن كنت لا أعشقها كثيراً كوني كنت أعبرها سريعاً كوني نشأت في بيئة عمالية تعتبر المخبازة بوابة التغيير بينما المقهى يستهلك الوقت وأنا كبرت ولاوقت لدي للجلوس في المقاهي ..

كانت المخبازة ملتقى البطون الخاوية الأهم نلبج غداء مليح ونروح نشتغل لمنتصف الثامنة ونروح نتعشي ونطلع على أقرب كشك نقلب جريدة مجلة رواية قصة ونرقد على ذبذبات إذاعة الكويت ولندن ودوشنبية وطنجة وصنعاء ونسترق إرسال محطة عدن لنسمع هدير الموج على يسار أليم حيث النجمة تقود البحر..
كان محمد يحضر لتخضر معه المائدة..شديد الأدب دائم الابتسامة ولازال ومقدرش أزيد أكثر من هذا..

الأهم تعرفت على معظم الناس في ذلك الزمن ومن يومها لم أضف شيء ومعدفيش حاجة تستحق الإضافة..

بمنشور أخر شكتب على أيش تعرفت ؟
فقط هنا للإنصاف كان سيف قد أشار لنبوغ محمد وتقدمه الثقافي مذ كان طالباً في كلية الآداب يومها حدثني عنه ليختزل رحلة ثلاثون عاماً من انتاج محمد بمقدمة تحسب للراحل الرفيق سيف وهو القارىء العميق للاشياء وتحولاتها ..

لمحمد وهو يخوض هذا المعترك الإنساني يدون بحرفه ملخص سيرة وسيرورة وصيرورة الزمن الثوري محبة وسلام..

إلى جوار محمد رأيت المدينة والمهاجرين بحثاً عن وطن .. لمحت المنافي والمهجر لمحت رائحة الرشوش وشغفتني المخبازة لا الجريدة..
أشعر الآن صوت ياسين يلعلع واحد كبدة ياليد واسبكه ومحمد وحده يعرف ياسين ويعشقه ولابد له من يوم سيآتي سيكتب عنه ذلك المهاجر من بلاد #باشر ياليد

المنشور راح بعيد بسبب أنا أصطبحت الساعة عشر لحم زغار وأعتبرتها وجبتين وللآن يارفيق.. أكتب بس وأنا وحدي شفك الطلاسم..