- طارق السكري
أهلاً مساءَ الجوعْ
عفواً !!
صباحَ الجوعْ
الوقتُ عندنا مختلفٌ وكلُّ شَيءٍ مختلفْ
صباحنا ظلامْ
وعيشنا حِمامْ
ياسيدي ..
يا صاحبَ الفخامة !
أنا المواطنُ الغلبانْ
مهاجرٌ عن بلدتي الصغيرة
مذ غاب عن ديارنا المطرْ
نسيتُ أن أعودْ
شربتُ جرعةً كبيرةً من السّهرْ
نسيتُ أن أعودْ
لكنني .. أقتات لا أزال من أحلاميَ الكبيرة
أتابع الأخبارْ
في الليل والنهارْ
عن بلدتي .. عن بلدتي الصغيرة
أبكي مع الذين في الرصيفْ
أجوع مثلهم
أصيح مثلهم
أنتظر الإغاثة
أو ربَّما …. أو ربَّما اتّصالاً منك أو زيارةْ
تغيظ أعداءَ الحضارةْ
يسكنني الأملْ .. يهجرني الأملْ
وإن شعرتُ بالصقيعِ القاتلِ اللعينْ
طعنتُ نفسي مرّةً أخرى بخنجر الحنينْ
لكنّ رايتي مرفوعةٌ – لا لا تخف – مرفوعة كجبهةِ اليقينْ
أتابع الأخبار في الجرائدْ
نساؤنا يطبخن في العراءْ
فقد تدمرت بيوتهنّ ساعةَ الإغارة
ولم يحِن منكم لذاك موعدُ الزيارة
هل تسمع الأنين ؟
منفعلاً ..
كأنني إعصارْ
مشتعلاً .. تخرج من عيوني النارْ
وأصعد الجبالْ
أشجّع الأبطالْ
حين يتعبونْ
وأقرأ القرآنَ
حين ييأسونْ
أعانق النّبالْ
وأنزل المقابرْ
أجدّد القسمْ
وأضرب التحيّة
تحيّةً هناك عسكريّة
على الصخور والحفائرْ
لكنني أخبرتهم ..
أخبرتهم ياسيدي
أخبرتُ كل الشهداءْ
بأنكم ستقدمون للزيارة !
وقبل أن أغادرْ
نفثت في أسْماعهم قصيدتي الجديدةْ
( ما حُدتُّ عن مبادئي .. مبادئي العنيدة )
لكنني ..
أهلاً مساءَ الجوعْ
عفواً !!
صباحَ الجوعْ
أودُّ
أن
أرتاحْ
من كلفة الكفاحْ
فمن تُرى يا سيدي
فمن تُرى الرئيسْ ؟!
ومن ترى أحق بالقيام والجلوسْ ؟
ومن ترى بعد الرحيل والغيابْ ؟
أحق بالإيابْ ؟