- ماجد زايد
الحب كـشيء عدمي ليس إحساسًا عاطفيًا سهلًا يمكننا الإنغمار فيه مع أي إنسان أخر بغض النظر عن مستوى النضج الذي وصل إليه، مالم يكن هناك محاولات أكثر فعالية لتطوير شخصيتنا الكلية وهو ما يحقق الوصول الفعلي لأهدافنا الموضوعة مسبقًا.
إن جميع محاولات الحب مقضي عليها بالفشل كما يقول “اريك فروم” في كتابة “فن الحب”، ليس هذا لأن الكثير من الناس يؤمنون بأن الحب ليس شيئًا هاماً مع أنهم يشتاقون إليه ويتمنون الإنغمار الصدقي في تفاصيله مع كل مرة يشاهدون فيها أفلام الحب والعشاق أو يقراون قصص الخيال الرومانسي أو يسمعون أغاني الهوى والهيام، ومع ذلك لا أحد منهم يفكر في معرفة تفاصيل المشاعر الإنسانية لخلق حياة مماثلة.
أن مقدرة الواحد منا على لفت الأخرين إعجابًا لا يمكن أن يتحقق دون خصال التواضع والشجاعة والكرم والأخلاق والإيمان الفعلي بالإنسان وممارسة النظام على حد سواء مع كافة الأمور الحياتية.
أحاسيس الحب ليست مجردة، أو قدرية تأتي مع الصدف الجميلة، معظم الناس يجهلون ذلك، فرضية الحظ الجميل أو القدر الذي يجلب الأرواح المتناصية والمتشابهة قبل صدفة اللقاء أو الحب شيئًا من الخرافة والجهل المكرس، الحب فن، وفن حساس للغاية، من يفهم جوانبه ويعرف كيفياته يستطيع أن ينغمس فيه كثيرًا، لكنه في النهاية لا يصبح مستمرًا، الحب عدمي لا يدوم، هذه واقعية التجارب والمشاعر المتلاشية عموماً مع الزمن.
يضيف “فروم”: أن معظم الناس يرون أن مشكلة الحب أساسًا على انها مشكلة أن تكون محبوبًا أكثر منها مشكلة أن تحب، أيّ قدرة الإنسان على ان يحب، أو كيف يصبح محبوبًا لدى الاخرين، وهو ما يسعى إليه معظمنا دائماً، لذلك ستجد الكثير منا يسعى لان يصنع من نفسه ناجحًا، أو قويًا، أو غنيًا، أو مشهورًا ولو فيسبوكيًا، أيضًا بطرق أخرى يسعى أخرين لنيل شرف المحبة بالعناية القصوى بجاذبية المظهر والجسد، وهذه خاصيات تتمتع به النساء أكثر مع شمولية الامر لنوعيات خاصة من الشباب والمراهقين، وهناك طرق أخرى يشترك فيها كلاً من النساء والرجال على حد سواء يتأتى في تنمية قدرات بعث وجلب السعادة والسرور والبحث الدؤوب لخلق دردشات تبادل المشاعر وصناعة خيال التشاركية في الإعباء الصعبة والمشاعر الحزينة، محادثات شيقة يبحث عنها كل من يحاول الهروب من واقعة وحياته في ساعات إنعدام الجنس خصوصًا وهو سرور مصطنع يعكس المرء نفسه متواضعًا محبوبًا غير عدواني وهو تملق يسقط مع التكرار والملل.
أن فرضية أن يكون الإنسان محبوبًا هو في الجوهر خليط من أن يكون المرء مقبولًا وأن تكون له جاذبية جنسية.
فرضية المشاعر والصدف والحظ الجميل لا تجلب سوى الخيبة.