- نبيل الشرعبي
مغمور بالدهشة والسعادة صديقي شوقي لكونك اخترت ترميم الشروخ التي حفرتها الحرب في أرواح بؤساء يمنيين كُثر يرتلون اللعنة على الحرب. فرغم أني لم التقيك وجهاَ لوجه إلا لدقائق يتيمة في صباح كان أنيق بحجم أناقة روحك إلا أني لمست أنك قبس من نور وبهاء ونقاء وعظمة. كم هي جميلة تلك اللحظات التي تعانقنا فيها دون سابق لقاء أو جلوس معاً.
بهي أنت وكثير صديقي شوقي. إنك تصنع فرقا جميلا في حياة البؤساء. أنت تقوم بوظيفة لا يدرك عظمتها إلا من سيلج روحك. أنت لا تقوم بتقليم الشعر من على رؤوس البؤساء بل تنحت جمالا وبهاءا وسعادة في أرواحهم.. بالمناسبة سأورد لك عنوان تحقيق صحفي قديم للزميل محمد جسار- وهو صحفي عريق- التحقيق الصحفي كان عنوانه: “إنهم ينظفون أخلاقنا من الشوارع”— هذا التحقيق كان على عمال النظافة.. فقط من خلال هذا التحقيق تعلمت ماذا يعني عامل النظافة وصار عندي بمقدمة العظماء ولم يكن لينافسهم بالمكانة تلك أحد طوال أعوام.
ثم جئت أنت واقتحمت جغرافيا العظماء في وجداني وصرت أحدهم. ممنون لك هذه الإضافة إلى قائمة الحب التي ظلت لعقود متوقفة.
إنني احتفل بمهرجان مغاير يتدفق بهجة. أنت مهرجان ابتهاجي لهذا العام بل وعقد الزمن والصداقة معاَ.
لن تفلت من يدي سأداهمك كما داهمت أنت جغرافيا الوجد في ثنايا روحي القليلة.
ابتسم يا صديقي لأنك تمسح حقد البارود من على رؤوسنا وتنظف أفئدتنا من دخان القنابل. ابتسم فليس مثلك إلا أنت فقط وسيكذب من يقول إنه يشبهك أنت لا تشبه إلا سواك الكثير العامر بالضوء والدهشة المتوالدة من رحم النقاء كما الفجر ينبجس من تلافيف الليل.
ابتسم ولا تركن بهجتك على رف النسيان. ابتسم وأعلن للمدى أنك حر. ابتسم لنحتفي سوياَ بمشوارك البهي وكذلك رحلتي في العمل بجمع مخلفات النفايات منذ أعوام والعيش من عوائدها. لنبتسم ونعطر الجو بتمرد يتكسر على عتباته كل أحاجي الحرب ولغة الموت المشوهة.
لن أقول ختاماً بل أقول في البدء كما غنى الفنان أيوب طارش العبسي: “شوقي ينادي لك وحبيبي العمر تهنئ به”.