- عبد الباري طاهر
أمجد عبد الرحمن محمد شاب ناشط مدني، ومثقف عضوي كمصطلح غرامشي. اغتالته يد الغدر والإرهاب في عدن. شعرت بسعادة غامرة وأنا أتصفح الكتيب الذي أصدره رفاقه عن حياته، ودوره المائز في الحياة المدنية، ودفاعه عن الحريات والحقوق، ودوره في تأسيس «ناصية»- المنظمة المدنية التي تأسست في تحد شجاع لتغول التفلت والإرهاب، وانطلاق عفاريب العنف في مدينة عدن المدينة المدنية المفتوحة على العالم ومختلف الأعصر، والمحتضنة لمختلف الملل والنحل، والاتجاهات السياسية والفكرية، والأجناس الوافدة من أمم وشعوب العالم.
تصفحت الكتاب المتقن في الترتيب، والمزدان بالصور وفنية الإخراج؛ فأمجد ورفاقه الشباب والشابات هم صناع مجد الـ 11 من فبرايز 2011، وقد كانوا صناع الثورة الشعبية السلمية وضحاياها في آن!
مقتل أمجد، أو بالأحرى استشهاده، تكثيف رامز لاغتيال الثورة السلمية في عموم اليمن والأمة كلها، ولن يضيع حق وراءه شعوب أمة. أعداء الحرية، أعداء السلام، وأعداء الحياة هم الموت الذي فجر الحرب، وزرع الإرهاب ووباء العنف في طول اليمن وعرضها.
ما أثار فزعي وحزني الشديد أن جريمة مكشوفة ومعلنة تهز ضمير الرأي العام، وتستثير غضب الشعب اليمني، ففاعلها معروف، وكتيبته جزء من قوة المليشيات السلفية في عدن، ولها ارتباطاتها المعلنة، وتطرح القضية في تقرير دولي، وتكون موضع إدانة واستنكار شعبي وعالمي، ومع ذلك تمضي الجريمة، ولا يحقق مع القتلة!
أمجد عبد الرحمن محمد من شباب ثورة الربيع في اليمن، واغتياله اغتيال للثورة السلمية التي تفرق دمها بين أطراف الحرب الأهلية والإقليمية والدولية. لقد جرى التغاضي عن جريمة الاغتيال، ومنعت الصلاة على الشهيد أو دفنه في مقابر المسلمين، كما منعت أسرته من استلام الجثة أو استقبال العزاء، واعتقل رفاقه الثلاثة: حسام ردمان، وهاني الجنيد، وماجد الشعيبي، وتعرضوا للتعذيب؛ لقيامهم بواجب العزاء.
أطراف الحرب والدول الإقليمية الضالعة في الحرب الأهلية في اليمن تدعم مليشيات الإرهاب، وهي وارطة فيه، ولها علاقاتها بالدول الخالقة للإرهاب، ويبقى دم أمجد الشرارة الواعدة بإشعال السهل كله؛ فتحية لرفاق أمجد، ولا بد لليل أن ينجلي.