- تقرير: مبارك اليوسفي
يترقب النازحون باليمن بصمت لحظة إنها الحرب، وبخطى متثاقلة يتمنى ذك المسن الذي أنهكنه الحرب العودة إلى داره القديم، فيما تضع امرأة كانت حاملًا رضيعها وسط خيمة النزوح تلك ويأتي هذا الطفل إلى مكانٍ مجهول، كثيرة هي الاوجاع، والمأساة تزداد يوما بعد أخر. تصر الحرب على قهر هؤلاء كلما طالت، فمذ بدأت الحرب وحتى اليوم، يعاني نازحو هذه البلاد المنكوبة من ظروف حياتية صعبة في مخيمات النزوح ومناطق نزوحهم التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة.
خيم مؤقتة
إذ لجأت مئات الأسر إلى الخيام المؤقتة أو السكن في المدارس أو المنشئات الحكومية المختلفة والبعض أفترش العراء والشوارع للبحث عن حياة أمنة فيها، إلا أنهم يواجهون صعوبات في تأمين الطعام والشراب والدفء، يتسلل برد الشتاء هذا العام وينهش من أجسادهم المنهكة، لا تستطيع ملابسهم الرثة أن تقييهم وحشت البرد تلك، فضلًا على أنهم محرومون من الحد الأدنى للشروط الصحية، فمعظم المخيمات ولاسيما المتواجدة في المناطق النائية تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية، بالإضافة إلى غياب دور المنظمات الاغاثية هناك.
غادروا الوطن
تسببت الحرب بنزوح حوالي 3.65 مليون موطن من ديارهم منذ مارس من العام 2015 حسب احصائيات المفوضية السامية للأم المتحدة لشئون اللاجئين، ويعتبر أكثر من 80% ما يزالوا نازحين حتى الأن.
فيما غادر الكثيرون هذا الوطن بعد أن يأسوا من البحث عن مأوى في رقعة الوطن هذا، إذ تقول المفوضية عدد اللاجئين نحو 280,692 لاجئا خارج البلاد، معظمهم في الدول المجاورة متوزعين على جيبوتي والصومال وارتيريا وبعض الدول العربية الاخر.
بينما اختار أخرين الهجرة وطلب اللجوء في دول عدة، إذ أن طالبي اللجوء بلغ عددهم حوالي 10.576 مواطن.
سوء التغذية
وإضافة إلى ذلك، يعاني الكثير من الأطفال في المخيمات ومناطق النزوح من سوء التغذية الحاد، بجانب أمراض وأحرى قاتلة والتهابات وحمى، بسبب افتقار المخيمات للبنى التحتية اللازمة وخاصة شبكات الصرف الصحي، ويُقدر عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد حسب منظمة اليونيسف بحوالي مليوني حالة ممن هم دون الخامسة ويشمل ذلك 360,000 طفلاً مصاباً بسوء التغذية الحاد الوخيم، معظمهم من الأطفال النازحين.
فيما تؤكد المفوضية السامية إلى أن معظم النازحين هم من الأطفال والنساء، حيث يشكل الأطفال والنساء ثلثي النازحين.
حرب عبثية
ومنذ نحو 5 أعوام يشهد اليمن حربًا عبثية خلفت أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت حوالي 20 مليون مواطن يمنيًا بحاجة إلى مساعدات طارئة، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة.
وفي نهاية العام الماضي ومع تزايد وتيرة الحرب في بعض المناطق تقول المفوضية أن نحو 66.499 أسرة نزحت من مناطق مختلفة تشهد معارك عنيفة، وتشير المفوضية إلى أن عدد حالات النزوح الأخيرة من محافظة الجوف التي لا زالت المعارك فيها قائمة وصل في نهاية العام 2019 إلى 550 أسرة.
هذا وقد حولت الحرب في اليمن إلى خيم مؤقتة وسط ظروف تنعدم لمقومات الحياة الإنسانية وتعاظم من مأساة الانسان اليمني وبالذات الأطفال والنساء وكبار السن، فمتى تزول هذه الحرب العبثية، التي تنال بإنسانية اليمني لتصبح أعظم مأساة في العالم حسب توصيف منظمات دولية.