- كتب: نبيل الشرعبي
فيصل البريهي.. لقد تركت سنابل القصيدة ظمى وحيدة تفتش في مُقل العابرين عنك وعنا المنزلقين بغتة في خارطة الغياب..
رحمة الله تغشاك فيصل البريهي- شاعر وإنسان.. رحيلك أثخن وجعنا أكثر.. هل أرثي نفسي أم أرثيك وأنت تودعنا دون وداع وترحل عنا تاركاً لنا غصة رحيلك تنحت في أرواحنا تضاريس من الوجع المقفى كما قصيدتك الحزينة وهي تتفتق بوحاً حزيناً على مشارف الأمل بـ انفراج هجعتنا البليدة في غصة النسيان..
عرفت فيصل الشاعر البريهي وأنا ما زلت طالباَ بكلية الإعلام بصنعاء- وتحديداً عام 2002 ضمن شعراء عدة كانوا يحضرون أمسيات مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون بصنعاء عصرية كل يوم أحد من كل أسبوع.. تعرفت إلى فيصل البريهي في ذات العام عن قرب وأهداني ديوانه الأول بإهداء وتوقيع خاص.
أفادني كثيراً في المجال اللغوي والنطق السوي للشعر، وصرنا صديقين ولم يكن ليمر أسبوع طوال أعوام عدة إلا وهو حاضر وببسمته اللطيفة يعاتبني بود عندما كنت أتغيب لأسبوع، ثم لا يلبث أن يهمس في أذني نبيل الشرعبي إياك أن تزعل من عمك فيصل فإنه يحبك ويعزك كثيراً، وأجيبه كيف أزعل من معلم فاضل.. وأضيف بالعكس أنا أشعر بسعادة لأنك وكذلك جل الحضور يعاتبوني حب على تغيبي بعض أسابيع.. عتابكم هذا ود ويشعرني بالبهجة لكوني صرت أحظى باهتمامكم.. ويشاركنا الحديث الفردي الشاعر الحارث بن الفضل الشميري والأديب الرائع مقبل نصر غالب بمزاحه البهي وتعلو الضحكات ويزدان المجلس بالبهجة..
طيلة أعوام تحت سقف مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون تعرفت إلى الشاعر فيصل البريهي- رحمة الله تغشاه- عن قرب ووجدت فيه كثير من النقاء والود والإنسان المعجون بروعة الشعر وتضاريس القافية.. بمعية روزنامة من الشعراء: الحارث بن الفضل الشميري- أحمد المعرسي- مبخوت الوصابي- عبدالله الفقيه- مجيب الرحمن هراش- إسماعيل مخاوي- عبدالرقيب الوصابي- أحمد الخوربي- عبدالرحمن طيب بعكر” طيب الله ثراه”- علي هلال القحم” طيب الله ثراه” محمد الصهباني- حسن الشرفي- أحمد العواضي- عبدالقوي صالح- الناقد صدام الشيباني- الأديب مقبل نصر غالب- والشاعر شهاب اليوسفي- فايز محيي الدين- الأستاذ عبدالسلام عثمان- الدكتور عبدالولي الشميري وغيرهم كثير ممن غرب بعضهم الموت وأخرين سرقتهم هموم ومتطلبات الحياة..
رحمة الله تغشاك يا فيصل البريهي وخالص العزاء والمواساة لأسرته العزيزة ولنا كافة..