- نبيل الشرعبي
بعدما يصل هؤلاء المسوخ إلى تحقيق الثروات المهولة بالمتاجرة بالدين، ويصيرون عاجزون عن الاستمرار في خداع كثير من العامة بخرافاتهم، يعمدون عبر أتباعهم المؤمنين بهم- وبتوصيف أدق عبيدهم، إلى ترويج أسطوانة المعجزات التي يزعمون أن دينهم كان سباقاَ في تقديم الأدوية للأوبئة الفتاكة..
اليوم في إحدى مجموعات الواتساب لنفر من هؤلاء الكُهان التي تم ضمي إليها، يُسوق عبيد كٌهان الموت معجزة السبق القرآني للبصل في معالجة الكوليرا وأنفلونزا الخنازير والطاعون، والغريب الاستدلال بالآية القرأنية التي تخص طلب بني اسرائيل التنويع في مائدتهم ” مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ “، وبهذه الطريقة جرى اجتزاء الأية وتسويقها على أن القرأن كان سباقاً في التطرق إلى البصل كعلاج، ولا أعرف أين السبق، فالآية تخص بني اسرائيل وتقول” وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ”، الأية واضحة ولا تحتاج حذلقة كما ذهب ويذهب كُهان الخرافات للقول بأن ذكر هذه النباتات كان معجزة..
بحثت في مواقع عدة على مدلول الأية ووجدت ما يجعلك تؤمن بأحقية لعن وتسفيه من يذهب للقول بغير ما يرد واضحاً فيها ولا يحتاج بيان وتبيان..
فيا هؤلاء يكفي خرافات وابتزاز للبسطاء باسم المعجزات القرأنية السباقة للعلوم الحديثة..
إن تقديم مدلولات القرأن بسياق يخدم كَهان الزيف يؤكد أن هؤلاء العاهات بعد أن أنتهت من سلخ جلود وحقوق البشر يصرون على سلخ القرأن من مفاهيمه الحقة ويسخرونها لتصبح خادمة لهم ولسقوطهم..
لا داعي أن تسلخوا القرأن يا هؤلاء، لأنكم عجزتم عن فعل شيء لمداواة من تفتك بهم الأوبئة التي صنعها تجريفكم لأبسط حقوق البشر..
لو كان البصل سبق قرأني سبق العلوم الحديثة وهو ناجع للأوبئة- الكوليرا- الطاعون- أنفلونزا الخنازير وغيرها لما قال عليه الله “أتستبدلون الذي هو خير بالذي هو أدنى”، وبدل من سلخ القرأن اعترفوا ولو لمرة واحدة أنكم لا تستطيعون مداواة أي وباء بدلاً من ترهاتكم هذه..