- كتب: مبارك اليوسفي
لم تكن الحرب والموت والحصار عائقًا أمام رغبتها بالتميز وخدمة البسطاء، ارتفاع القباطي من مديرة مركز التوعية البيئية في تعز إلى ناشطة في المجال الإنساني والبيئي وصولًا إلى فوزها بالمركز الأول ضمن أفضل عشر قياديات عربيات للعام 2019، بالإضافة إلى حصولها على الوسام الذهبي من مؤسسة صناع التغيير للتنمية في نهاية العام الماضي بالقاهرة.
إنها المهندسة ارتفاع القباطي، اختارتها منظمة سويدية كأول يمنية تدعم جهود السلام في ظل الحرب، ايضا حصلت على وسام الابداع والريادة للعام 2018.
تتحدث المهندسة ارتفاع في حوار خاص عن بداية عملها الطوعي والإنساني، قائلة: استشعارًا للواجب الوطني والإنساني تجاه مجتمعي ونظرًا لظروف الحرب والحصار التي تمر بها بلادنا بوجه عام وتعز بوجهٍ خاص قررت أن أكون في مقدمة الصفوف من أجل إيجاد حلٍ لأجل الإنسان، ومع تزايد الأوبئة والأمراض بسبب النفايات وجدت نفسي مؤهلة للعمل في هذا المجال خاصة أن لي خبرة مسبقة فيه.
وتضيف اعقبت ذلك بإشهار منظمتي المتواضعة في العالم 2017، إلى جانب عملي كمديرة لمركز التوعية البيئية في تعز، بجانب عملها الطوعي والإنساني كناشطة إنسانية.
وفي حين أن الحرب والمجتمع اليمني كان عائقًا أمام كل امرأة يمنية إلا أنها تقول إن الحرب والمجتمع لم يكن عائقا أمامها بقدر ما كان سبب لنجاحها، وإصرارها بتحقيقه.
هذا وقد اختيرت المهندسة ارتفاع القباطي سفيرة النوايا الحسنة عن المنظمة الدولية للعدالة والسلام في النرويج لمساهماتها المتميزة وجهودها في مجال تقديم الخدمات العامة ومن أهمها رفع مخلفات الحرب والعمل على عودة الصرح التعليمي في جامعة تعز وتقديرا للجهود التطوعية من أجل السلام والاستقرار وتم تنصيبها سفيرة للسلام والنوايا الحسنة.
الإيمان والعزيمة
وتقول المهندسة ارتفاع كان سبب وصولي إلى ما أنا عليه الإيمان والعزيمة والإرادة من أجل قضية تهم الناس ووقوف أقرب الناس إلى جانبي سببًا لوصولي إلى هذا المستوى.
وعن سبب تركيزها في الجانب البيئي تقول المهندسة ارتفاع كونه الأقرب إلى عملي في مركز التوعية البيئية وخبرتي في هذا المجال واسعة وهذا كان سبب رئيسي.
ومنحتها جامعة جان باي ريدج للدراسات والبحوث شهادة الدكتوراه الفخرية في الدراسات الإنسانية عن “بحثها ودراساتها المتخصصة في العلوم الإنسانية” جاء ذلك خلال حضورها الملتقى الدولي الثاني للمنظمة الدولية النرويجية للعدالة والسلام لرواد الأعمال التطوعية والإنسانية الخيرية، في دولة الإمارات.
وتذكر أنها قبل دخولها في العمل الطوعي كانت تعاني من الوضع الذي وصلت إليه تعز جراء الحرب والإهمال من قبل المنظمات ولم يكن الخيار أمامها سوى اقتحام هذا المجال.
وحول سؤلنا عن الجهات الحكومية أو الدولية التي تدعم جهودها، تجيب: ربما تكون شبة منعدمة وإن ظهرت فهي عبارة عن تسهيلات للعمل وليست للدعم الكامل.
وقد حصلة على التكريم من المجلس العالمي للتمكين ضمن من خدموا أوطانهم بإخلاص.
وبخصوص المعوقات التي وقفت ولازالت تقف أمامها تقول ارتفاع بالنسبة للمعوقات والعراقيل فهي كثيرة ومتجددة مع الوقت وأبرزها شحة الموارد وعدم وجود ميزانية ثابتة نرسم بموجبها برنامجنا للعمل الخيري.
وتضيف عدم وجود التسهيلات لإدراج المنظمة ضمن برنامج التمويل القادم من صناديق الدعم الدولي الممولة للمنظمات العامة ورغم فعاليتها وأثرها الملموس بإشادة الكثير ولكن للأسف يتم إهدار الكثير من الأموال لمبادرات ومنظمات لا يلمس منها المواطن شيء.
وتختم المهندسة ارتفاع حديثها برسالة إلى كل امرأة يمنية وتقول يجب أن تتذكر كل امرأة يمنية أنها حفيدة بلقيس وأروى وأنها إلى جانب كونها ربة أسرة فهي تستطيع أن تكون ما تشاء فقط بالإصرار والثقة والتأهيل تستطيع أن تصنع الكثير.
نجاحات وتكريميات والقاب متعددة للمهندسة ارتفاع من جهات ومؤسسات محلية وإقليمية ودولية تقديرا لجهودها الإنسانية واعمالها الخيرية ونشاطها وتأثيرها الملموس.