- زهرة صابر
أنا مواطنُ عربي،
أقطنُ في الرُقعةِ المحرومة من الإنسانية ،في الوطنِ المحظور من الضمير ،،
أنا اليمني ،،
ذاكَ الذي يُدافعُ عن وطنٍ و ينامُ في العراء ،من يحلمُ بالأمان و يباتُ مذعوراً،
أنا الشابُ المُحاربُ في الجبهات،من يُستباحُ دمهُ دون حدود و لا عقوبات ،
أنا الشهيد ،و أنا ابنُ الشهيد ،و أنا من وقع السقفُ على رؤوسهم بفعلِ قذيفة…
أنا من قتلتهُ رصاصةُ لعينه ،و أنا من باغتهُ وباءُ مُستهتر،و أنا من أُغلقت المُستشفياتُ في وجهي لعدم توفر كادر أوإمكانيات أو حتى لُقاح،،،
أنا هو المقتولُ هُنا أو هناك في منزلي أم في الشارع، يُباغتنا الموت على أي هيئة ،مُتربصاً بنا في جميعِ النواحي ….
أنا أمٌ إنتظرت عودةُ ولدها لأيام طويلة و عندما عاد ،عاد محمولاً ،عاد جُثة هامدة ،أنا هي الأمُ الثكلى التي ستبكي ولدها عُمراً الى أن تنتهي ،،،
و أبُ يجلسُ على رصيفٍ كل يوم ، ضاقت به السُبل و غَزت الهموم تقاسيمَ وجهه .تُحاكُّ في تفاصيله حكايا المُكافحين ،الذين خسروا كل شيء و ما بقي شيء ليحتفظو به، كأبٍ عادَ للتو من مقبرة ،بعد إنتهاءِ مراسم دفنِ أبناءه الأربعة ،،
ألاّ زلت تسألُ من أنا!؟
تسألُ و لي عينانِ تصرُخانِ بالبوح المكبوت و تجهشان بالبكاء إثر وضعٍ ملعون..!
أنا من مات هنا أو هناك، برصاصة ،بقذيفةٍ أو بمرض أو قتلهُ الجوع ،،
أنا من بات فيَ خيمةٍ و الريحُ تعوي حولها و أنا من توسّد الأرصفة لينام …!
أي كُنت أنا فإن كُل رصاصة تقصُدنا سواء وقعت في صدري أو في صدرك ،،
كُل قذيفة يُقصدُ بها هزُّ كرامتنا سواء وقعت في منزلي أو في منزلك …!
كُلنا ضحايا الحرب و إن لم نمّتْ فيها …!