- عبدالرحمن بجاش
ماسأقوله هنا عن طه عبد الصمد ،ليس كلاما عاطفيا كما قد يقرأ البعض او يعلقون …
فصاحبي صاحب الجميع لم يكن هو الشخص الذي يمرفي حياتك كريح مغبره ، ويغادر ….لا ..فطه عبدالصمد لمن عرفه فعلا يعني الكثيرمن القيم الانسانية ، والعامه ، تشربها من بيئة مكافحه كان هوبطلها حتى آخرلحظه …ومن عمل حزبي كان يفهمه بطريقته ، ولذلك جمد نفسه عندما احس أن العقم سيطرعلى العقول ، ونفس العقم اوصل الجميع الى حالة عامة وخاصة تمثلت باللهث وراء لقمة العيش من اجل ” الجهال ” ..ونسي الجميع القضايا العامة التي تمس حياتهم …
من الستينات وحتى ماقبل أربعين يوما ظل طه ينحت الصخرفي سبيل الكرامة الشخصية ، من البنك ، الى الحزب ، إلى الصحف ، إلى صحيفة الثورة حيث أناخ راحلته وواصل على رجليه وجنبه وعلى اي وضع تتطلبه لقمة العيش حتى النوم فينام بالوضع الذي يكون عليه في اللحظة التي يحل فيها سلطانه ، فاذا كان واقفا نام كذلك ،واذا في المدكأ نام حيث هو ،واذا كان على جنبه فينام ،فلاوقت لديه ، لم يعد الجسد معظم الأحيان يحمله ويحمل همومه ….لكنه ، كان يعود ،اذ لابد من العوده ، فهناك من ينتظراللقمه ، وهناك من ينتظرالمصروف ، ولم يشكويوما ،بل ظل يراكم الوجع حتى انجزمهمته …
القصيرظل واقفا كالشجره ، جذورها في شارع سبتمبرتعز، وفروعها في علي عبد المغني ومابينهما وقبلهما وبعدهما ….
قليلون هم الذين يحبون العمل مثل ” عمنا طه ” – هكذا الجميع يبجلونه ….كان طه يعمل طوال الليل والنهار ، يبدولي حتى هذيانه تصحيح ونصائح ومتابعة كل شيئ ….
تراه يلهث صاعدا ،هابطا ، والثلاثاء أسأل عن طه ، يقول الكشري : جمل مخدته وفرشه وذهب ليصحح ” الوحده ” وهكذا …..
كم سنتحدث ، وكم سنقول ..
مااحزنني ماقيل لي أنه في أيامه الاخيره كان يتمنى أن يتصل به احدا ، فلم يتصل احد…
كان كلما جاءته نوبة اضافية من هجوم المرض الاخيريصيح ” أنامروح ” ، مااحد اتصل يسأل عني ؟ وعندما يرى الوجوه حوله صامته يستسلم جزء آخرمن جسده المتعب ….
الحقيقة أن طه عبد الصمد غادرنا ..وربما رحمة به …
ماذا أقول غير : سلام الله عليك ايها القصير …
نم بسلام ، فقد اديت المهمة …
عليك وروحك سلام الله .