- ضياف البراق
بشكلٍ لا واعٍ أعيش حياتي الرديئة، ولا تعنيني في هذا مسألة الزمن. الزمن فرضية مُنهِكة أكثر من اللزوم. الزمن أخطر أعدائي، فلا هو يكفيني لتحقيق بعض أحلامي البسيطة ولا أنا أسمح له بالتدخل في مزاجيّة حياتي، إذ أُحاول باستمرار غض بصري عنه بقدْرٍ يفوق اِستطاعي المحدود. أجل، يكفيني ويسعدني جدًّا أنني أعيش مصيري هذا بلا تحسيب أو مراقبة ذاتيّة متطرفة، بحيث أستطيع ممارسة جنوني الخاص خارج جميع القوانين والمثاليات التي لا تفيدني شيئًا بقدر ما تصيبني بالتعاسة أو الحيرة. وحدها حريتي الصادقة تساعدني على مواصلة مشواري الوجودي الحتمي في هذا العالَم الكاذب، غير المتوازِن. إنّ مَن يفكر في لعبة الزمن الخطيرة، أو يكترث لها، فبالتأكيد هو خاسر. والذي يعيش الحياة بعزيمة مثالية جادّة، فخاسر أيضًا. لكن الذي يعيش حياته من باب الجنون غير الكريه، وبأسلوب تكتيكي بسيط، فلن يخسر كثيرًا. إنّ أكثر ما يؤلم الإنسان، أو يجلب له الجحيم الفادح، هو سوء التعامُل مع العاطفة، لذا، تعلَّم أيها الإنسان الغشيم فن التعامل مع مشاعرك، كي لا تنقرض سريعًا، أمّا أنا فلمْ أعد أهتم بنفسي مُذْ عرفتُ طبيعة هذا الوجود الأكثر من خطير. عمومًا، لا تُصدِّق كل ما يُقال، ولا تكن جِدِّيًا إلّا بقدْرٍ بسيط وعند الضرورة طبعًا، وابحثْ عن الحقائق التي تهمك بنفسك، أمّا إنْ كُنتَ تريد أن تكونَ أنتَ الفريسة دائمًا.. فهذا شأنك. بشكلٍ لا واعٍ نجوتُ من مخاطر كثيرة، كذلك نجوتُ من نفسي عدة مرات، كما أنني اِكتسبتُ معرفةً شبه تامة عن بعض الحقائق ذات الخطورة الأشد، مع أنني لم أكن أرغب إطلاقًا في النجاة أو المعرفة، لكن سوء حظي هو من ينفعني في بعض الأحيان. ومما يسعدني غالبًا هو أنني حين أخسر شيئًا، أي شيء، فلا أشعر بالندم، وإذا ندمتُ على شيء أو على نفسي فلا أشعر بالخسارة. هكذا أنا، تمامًا مثلما أكتب أعيش حياتي، بدون تقليد ولا مواربة ولا هدف مقصود. بشكلٍ لا واعٍ أُقاوِمُ كُلَّ شيء، لكنها مقاومة خفيفة جدًّا، وأظنني سأستمر على هذا الحال حتى النهاية.