- ضياف البراق
يعرف الحقيقة، كلها، معرفةً وافية، لكنه حين يعرضها على الناس، إمّا يعرضها بشكلٍ ناقص، أو بطريقة وصفية غير صحيحة، ولكن دونَ قصدٍ. فما عقاب هذا العارف؟ بالطبع، لا عقابَ عليه. فيكفي أنه عرفها، أي الحقيقة، فآمنَ بها إيمانًا كاملًا. أي، احترمها كما يجب لا كما ينبغي.
أمّا الذي عرفها حق المعرفة، ولم يؤمن بها، قاصدًا، أو لم يحترمها، قاصدًا، فهذا برأيي مَن يجوز عليه العقاب. أيضًا، الذي يعرفها حق المعرفة، ثُمَّ يُسيء استعمالها، قصدَ تحقيق مصلحة ما، أو قصدَ الإضرار بالآخرين.. هذا، أيضًا، لا يُغتفَر له.
أكثر المشكلات في العالم، سببها هو عدم احترام الحقيقة، أيًّا كانت. فَمن عرفها حق المعرفة، ولم يحترمها، فهو مجرم من نوع آخر، أو أخطر. لأنّ هذا الشخص، فبدلًا من أن يفعل خيرًا، فعل العكس. عدم احترام الحقائق، أو سوء استعمالها، فبالتأكيد هذا ما يجلب أغلب الكوارث للعالم!
نَعم، لو أننا جميعًا نتعامل مع الحقائق بنزاهة واحترام، دائمًا، لخلت حياتنا، وحياة ما بعدنا، من مشكلات وصراعات كثيرة. لكننا، نحن البشر، نعجز دومًا عن فعل خير عظيم كهذا. طبعًا، لستُ أدري لماذا نعجز!
باختصار شديد: كل من يعرف الحقيقة، ولا يحترمها، فهو عديم إنسانية. فالدفاع عن الحقائق، إنما هو دفاع عن الإنسانية جمعاء. إذَن، أعداء السلام، هم أعداء الحقائق. فأغلب مشكلات العالم، تنبع من ضميرهم الكاذب، أو بالأصح، الخَرِب.