- ماجد زايد
مساء اليوم وبينما كنا ننتظر العشاء في أحد المطاعم القريبة وقف أمامنا
أحد الحوثيين بجعبته وسلاحه ولحيته الكثيفة، أخذ نظرة عامة علينا ثم إلتفت
بعينيه المتجهمتين صوب صديقنا محمد وهو شاب لم يبلغ العشرين من عمره بعد،
قال له: ما هذه الحلاقة؟! لماذا تتشبه بالنصارى؟! أحلق شعرك وأترك هذه
الصياعة!! قالها متجهمًا وواثقًا من سلطته الإفتراضية على الواقع والمكان.
تقبلنا الأمر ولم نهتم لتدخله وطريقته الفجة، تحاشيناه بقدر ما أمكننا ووعدناه بأن محمد سيحلق شعره غير اللائق، غادر بعدها ولم نتوقع منه أن ينتظرنا عند بوابة المطعم..
في طريق خروجنا وقف أمامنا مع شخص أخر يرتدي بزه عسكرية وجعبة وسلاح. بنفس الشكل والملامح والتجهم قال مجددًا: يجب عليكم أن لا تدعو المنظمات
الغربية تؤثر على أخلاقكم ومظاهركم، نحن بلد مسلم ومجتمع مسلم، يجب أن لا
نكون كالنصارى!!
حسنًا حسنًا لقد سمعنا كلامك هذا..
بصعوبة وبوعود قلقة وبإبتسامة مصطنعة تخلصنا منهم وغادرنا.
هذا فقط..!!
هكذا أصبح واقعنا وحياتنا!!
لقد تزايدت فرضياتهم وتدخلاتهم وغرورهم، هذا لا يعقل ولا يبقى للأبد، هذه
خلاصة قناعتي في كل مرة أفكر فيها بهم وبتماديهم المتزايد يومًا بعد أخر،
لا يمكن لمن يقف عكس حركة الكون أن يستمر، حركة الكون المبنية على المضي
قدمًا للأمام لا على التراجع ستتكفل بهم.
من يقف عكس تيار الكون وحركته ينكسر مهما كانت قوته..
هذا لا يمكن تصوره على الإطلاق لكننا نعيشه أكثر مما تتخيله الحياة في قندهار وكابل.
وكما قال أحدهم: هؤلاء جاءوا بذنوبنا نحن لكنهم سيغادرون بذنوبهم هم.