- عبدالرحمن بجاش
ما أروع الذين لايحقدون ….ما أجمل الذين لايكرهون …ما أبهى الذين لايحملون ضغينه مهما تعاظمت الخطوب …ما أحقر من لايعترفون بجميل الأخرين …وما أجمل البسطاء حين يحبون ….
” مساء الخير يا مدير” ، وارد انا ” مساء الانوار” وقبل أن أواصل ، يارجال خليها على الله ، يكون الوقت بعد المغرب ، وأثرالدخان من سجائر الزملاء ، والحبتين المقرربعد فنجان الشاي يتلوى دخان يعود الى الصدور حاملة الهموم …
” تسمع آخر نكته ؟ ” هات ياعبد الله ، ويعيد نكتة ” قطيره ” الذي حنب كيف يخرج من عنده من البيت ، قال عبد الله حويس : ولايهمك ، يغيب لبعض الوقت ، يعود بعمامه وبقية مايلبسه أي قاض ، نلبس صاحبنا ونخرجه !!!, وفي الطريق كل منا يمسكه من يد خوفا من الوقوع ، حتى حانت تلك اللحظة، نسينا تغيير الحذاء ، فكنت أمشي واضحك علينا وعلى المشيه العوجاء …..
اتخيل انا المشهد واضحك حتى يسمعني محفوظ ، فيقوم مستغربا ؟؟!!, يشوف عبد الله حويس واقفا فيفهم ، يضحك هو الاخرويعود الى مكانه ….
اجمل نفس كانت هي نفس عبد الله حويس رحمة الله …تلك السماء الزرقاء الا من نتف بيضاء تجملها قررت أن تسكن زمنا في صدرذلك الحويس الجميل ….
نادي شعب صنعاء ، وأنا أكره المصارع’ وحمل الاثقال وكمال الاجسام ، لكنني أقف اشوف حويس لاعب أثقال في النادي ….
إلى الصحيفه والقسم الرياضي وقسم التصوير ، إلينا ينظم من أهداني ذات مساء وقد لاحظ التعب على ملامح وجهي وضيقي : أسألك بالله لاتعطي أي أحد هذا الشريط ، غدوه وهويعرف عادتي اليوميه ، أعمل غصن ، ومن عند الشيراتون أسمع ، ليش من عند الشيراتون ياعبد الله ؟ يضحك : من هناك عتبسرجوصنعاء !!!, ليكن – بفتح اللام وسكون الياء وكسرالكاف – بلهجه صنعائية تعجبني : أسمع ” كيف الخبر ياقمر…..
من عند الشيراتون فتحت شريط محمد الخميسي ولم اوقفه الى اليوم …وكلما أسمع رائعته بنظري كيف الخبر….أعود لسماعها من جديد فتثير أشجاني لأزقة عرفتها وعرفت الهمس الصنعائي أسمعه بعيني من وراء الستائر….يومها لن تصدقوا أنني فوجئت بباب الصحيفه يفتح ، فعدت إلى الخلف واذهب الى عند المطار واعود منتشيا وكيف الخبر….
الاغنية لحظة سماع ، هكذا أدركت …لحظة انتشاء …
عبد الله حويس من اجمل لحظات الانتشاء في عالم صغير كان ذات يوم يمتد من الكرسي حيث عبد الله بجاش الى كرسي يجلس عليه عبد الوهاب مزارعه ورأسه داخل الكيس !!!..
ظليت اضحك مع حويس صديقي وزميلي حتى كدت اقع وهو يردد ببراءة معهوده : “نفذ يامديروانا شأمر” ، وأصيح : ياعبد الله اعكس الآيه ، مش كذا ، يرد : كذا وغصبا عن ابوك ، أكاد اختنق من ضحكة تواصلت إلى تلك اللحظه حين وافاني بحصيلة اليوم من الصور، بينها لقطه جميله لقاض يركب دراجه هوائيه على جسرالصداقه يوم افتتحوه …..
صباحا كتبت بخيال خصب أن أهل صنعاء خرجوا يتقدمهم قاسم زبيده وبيده المبخره ، فبخروا الجسر خوفا من العين ….!!! اما من جاء من خارج صنعاء فقد علق عليه تعاويذ من كل شاكلة ولون……
كم أنا حزين أن تكون صنعاء بدون حويس …أما اباه فرحمة الله عليه فقد كان صاحب ” طرفه ” ومن أصحاب علي الأنسي وجلسائه حين يغني …
نم بسلام ياصاحبي فلن تندم على شيئ ، نحن من نندم على كل لحظة حلمنا فيها …
لله الامرمن قبل ومن بعد .