- ضياف البراق
الشبعانون الخطيرون الذين يقولون للناس المسحوقين بأن الفقر ليس عيبًا.
المثقفون (العميقون!) الذين يُمجِّدون الفقر بلغة شاعرية أنيقة، فيصدقهم
الفقراء بكل فرح. اللصوص من رجال الدين الذين يسعون لجعل الفقر وسامًا
يتباهى به الفقير الجاهل المخدوع، لحتى يموت جوعًا.
وبمعنى أشمل، فإنّي هنا أقصد جميع الذين يُمجِّدون الفقر، أو يقولون فيه كلامًا جميلًا، بليغًا!
أيضًا، كثيرًا ما نجد مقولات أدبية كذّابة وعبارات لذيذة الطعم، تتغنى بالفقر، وهدفها هو إطالة معاناة الفقراء بدلًا من إيقافها.
أي شخص، خاصة في عصرنا هذا، يُمجِّد الفقر، أو يكذب على الفقراء بكلامٍ رومانسي خادع، إنما هو سافل ومجرم.
الفقر أسوأ ما يخنق طاقة الإنسان على هذه الأرض. هو الذي يُدمِّر روح الحياة.
الفقر ليس عيبًا وحسب، بل أيضًا كارثة كبرى، وجريمة جسيمة. إنه يقتل شغف
الإنسان تُجاه كل شيء، يجعل حياته بلا معنى، ويحيلها إلى كوابيسَ يوميّة
قاتلة.
الفقر يذل ويسحق كرامة ملايين الناس.
لا سلام مع وجود الفقر. لا سعادة ولا استقرار.
الفقر دائمًا يصنع الفوضى؛ لأنه يصيب الناس بالبؤس واليأس والجنون.
الفقر إذلال مُنهِك، فتّاك، يجعل أصحابه مُعَرَّضين في أي وقت للإصابة بشتى الأمراض، والاختناق بالإهانات.
الفقر تربة خصبة لنمو الجريمة، وتكاثرها.
الفقر احتقار شديد للكرامة البشرية كلها.
أي شيء يحتقر كرامة الإنسان، أي إنسان كان، يجب مكافحته بشتى الطُرُق، وليس تمجيده.
فلنحارب الفقر، وأيضًا فلنحارب جميع الذين يمارسون سياسات الإفقار والتجويع، من أجل علو كرامة كل إنسان وضمان سلامة حياته.
فالمثقف الحق هو الذي يدين مشكلة الفقر، ويسعى دومًا لمكافحتها وإيقاف
استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. هو الذي يُعلِّم الفقراء الثورة على الجوع
لا الخضوع له.
المثقف الحق هو الذي يناضل من أجل تحقيق العدالة لكافة الناس، ومن أجل تحقيق السلام في العالم. يجب أن نناضل ونكافح من أجل إنقاذ كرامة الإنسان من هذا العذاب الشديد والإذلال البشع: الفقر!