- محمد ناجي أحمد
كان زياد بن عبيد المشهور تاريخيا بزياد بن أبيه،من أخلص رجالات علي بن أبي طالب ؛وظل على ذلك إلى أن تم اغتيال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه…
خاطبه معاوية بلغة الشراكة في السلطة والشراكة في النسب،أي المواطنة القرشية،والانتساب إلى ذروة بيوتاتها،قائلا له :
إنك لو خضت البحرفي طاعة القوم -أي بني هاشم-لما ازددت منهم إلا بعدا…فإن أحببت جانبي ووثقت بي ،فإمرة بإمرة،فإن كرهت جانبي ولم تثق بقولي،ففعل جميل لا لي ولا علي،والسلام”
بمثل هذا الخطاب ،أي الشراكة بذروة المواطنة القرشية حينها،أي الانتساب لأبي سفيان بن حرب،والشراكة في السلطة والثروة كان انتصار معاوية،وصولجان سلطانه لو كنتم تقرؤن وتتعظون،لا أن تتناسلوا من خطاب الهزيمة،وتكرارأخطاء التاريخ…
في عصر المواطنة الناس يبحثون عن أنداد وشراكة في النسب الإنساني لا في أوهام النسب العرقي،ويبحثون عن تنسيب لقدراتهم وشراكتهم في الامر والثروة، لا أن يكونوا في مقام دعبل الخزاعي والكميت،ومقلديهم الجدد ،ممن هم أقصر قامة وبلاغة عن سابقيهم،عصرشراكة لا عصر دواشنة يطبلون للقبيلة ويشهرون قراراتها وحروبها وهم ليس منها…
لا لعصرالقبيلي والدوشان،نعم لعصر يشرك زياد بن أبيه ،مجهول النسب، بالسلطة والثروة والفخر في آن…
فهل من متعظ!
الناس اختنقوا من محاصصات الطائفية والعرقية في العراق ولبنان،فلا تكرروا مهازل التاريخ،بل صححوا مساركم من استقرائكم لأخطاء الآخرين،فلا واق سوى الشعوب،فقديما قال ابن نوح” قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ “
وأمر الشعوب من أمر الله لو كنا من العاقلين المستبصرين…
لا يخدعنكم دواشنة الاصطفاء فإنهم أول الناكثين لو كنتم تعلمون،فالحرية هي الحامية للجميع،وطبالو الحرب يظلون مجرد صوت ضاج لكل منتصر لو كنتم مدكرون!