- مالية محمد هائل
مرت السنوات العجاف على الموفدين داخليا، و مازالت معاناتهم مستمرة، فقد
كان للموفد الداخلي قبل هذه السنوات العجاف حقوق مادية ومعنوية ، فمن
الجانب المادي كان الموفد يتمتع بامتيازات خاصة فقد كانت تكاليف دراسته
تتحملها الجامعة الموفد منها، ناهيك عن بدل كتب، و بدل جمع مادة علمية، و
بدل بحث ميداني، وقد كانت تكاليف المناقشة كلها على الجامعة.
أما الآن وفي ظل هذه السنوات العجاف تبدل الحال وأصبح غير الحال ، فالموفد الداخلي لم يعد يتمتع بتلك الامتيازات فقد جففت تلك الينابيع، وأصبح لا حول له ولاقوة ، فغدت كل
تكاليف الدراسية من رسوم دراسية، وبدل كتب، وبدل جمع مادة علمية، وغيرها من التكاليف يتحملها الموفد وحده، فلم يقدروا وضعه، كأن يكون الموفد رب أسرة، فراتبه الضئيل لايكفي لأن يسد رمق أسرته، فكيف بتكاليف دراسته، ولا ننسى
أن بعض الموفدين لايستلمون مرتباتهم بانتظام؛ نتيجة الأزمة الحالية. وفوق
هذا إن تعدوا معاناة الموفدين فلا تكادون تحصونها .
مما اضطر كثير من
الموفدين أن يطلقوا على أنفسهم لقب المودفين داخليا ، وسيطر اليأس على كثير منهم، إلا قلة قليلة بدأت تحرك المياة الراكدة فأيقظت روح عدم الاستسلام ، والسعي للمطالبة بالحقوق، فأنشأوا مجموعة في الواتس ودعوا فيها كل
الموفدين داخليا للانضمام إليها، لعلهم يصلون بأصواتهم إلى المسؤولين،
ويستمعون إلى مطالبهم . فهل سينجحون فيما يسعون إليه، أم أن رحى الأيام
ستطحنهم بقسوتها ، وتقتل فيهم كل أمل مشرق.