- العزي العصامي
صادف مرة ان دخلنا كافيه من حق “المريشين” بالقاهرة بدعوة من صديق..
ووجدت مجموعة من الشبان اليمنيين تبدو عليهم معالم الثروة والجاه والعز.. ربنا يزيدهم من نعيمه..
انا واصدقائي بجانبي كان همنا الحديث عن وضع البلاد والعباد وامكانية تحقيق سلام ينهي حالة الحرب..
كل تفكيرنا ونقاشنا ينصب في ذلك الاتجاه ونحن نتحدث بحسرة وحزن وألم ومرارة..
الاخوة الشبان الاعزاء بجوارنا في طاولة تضم حوالي ثمانية شبان تتراوح اعمارهم بين العشرين والخامسة والعشرين عاما..
كل منهم يتباهى بالحديث عن حياته ومعيشته بالقاهرة وتردده على الاسكندرية والغردقة وشرم الشيخ والعين السخنة وغيرها ، وعلاقاته بالمزز وخرجاته بالسيارة كل يوم مع واحدة..
بل ويتغامزون عن علاقات وسهرات وخرجات ودخلات ومصاربف وفلوس تدفع هنا وهناك وكم تبلغ صرفة الواحد منهم يوميا كمصروف جيب، ومحاولة احدهم تجريب تناول الحشيش وكيف اصبحت حالته..
يتحدثون دون أن يذكروا وضع بلدهم وابناء بلدهم بكلمة واحدة.. وكأنهم قادمون من كوكب اخر وليس من اليمن..
ثم دخلوا في اتجاه اخر حول الجوازات الدبلوماسية التي يحملها كل منهم وكيف تم منحه له بكل سهولة وكيف يستخدمه للسفر..
واحدهم يتباهى بأنه يحمل الجواز الدبلوماسي منذ اربعة اعوام وانه يتحضر للسفر الى دولة اوروبية لم يزرها من قبل لقضاء بعض الوقت فيها ..
لم يدهشني الامر في شيء سوى في الحديث عن الجوازات الدبلوماسية وسهولة الحصول عليها بالفلوس لمجرد انهم ابناء او اقارب بعض قيادات الدولة ووزراءها ورجال اعمالها الذين نهبوا البلد وهربوا بثرواتها الى الخارج ليعيشوا ويتمتعوا..
بينما ابناء الشعب يعانون ويلات الحرب وسعيرها ومآسيها وامراضها وجوعها وفقرها..
في بلادنا بات الحصول على جواز سفر لمريض او مضطر من اعظم المعجزات لانه بات المستحيل بعينه..
وكثير من ابناء الشعب يموتون بأمراضهم وجراحاتهم بعد معاناة شديدة قبل ان يحصلوا على جواز السفر الذي يتيح لهم البحث عن فرصة علاج وحياة.