- كتب: نبيل الشرعبي
“كان مستغرب جداً لسؤاله ماذا فعلت في اليوم العالمي للطفل والذي صادف يوم أمس الأربعاء الموافق 20 نوفمبر.. وأجاب لا أعرف بهذا اليوم، وأمس كعادتي كنت أجمع مخلفات البلاستيك وعلب المياه المعدنية”.
إنه الطفل نبيل صالح شوعي_ 12عاماً من محافظة المحويت، نزح مع أسرته منذ حوالي 5 سنوات إلى صنعاء، ليعيش مع أسرته بؤس وفاقة جراء انعدام مصادر الدخل واضطرار والده لغسل السيارات وعدم كفاية ما يتحصل عليه والدة لتغطية مصاريف وإيجار البيت، فأضطر لترك الدراسة ومساعدة والده لتوفير مصاريف الأسرة فهو الأكبر بين أخوته.
كان في السابق يجمع مخلفات النفابات في أكياس كبيرة وبشكلٍ مضنن، وعطف عليه أحد الخيرين ومنحه مبلغ مالي استعان به لشراء “جاري” يتنقل به من شارع إلى آخر لجمع مخلفات النفايات وتحسن دخله وظروف أسرته.
نبيل شوعي طفل يمني يختصر حال واقع غالبية أطفال اليمن الذين صاروا وقوداً للحرب وتجارة مربحة للحكومات المتوالية.
بمجرد الإنتهاء من الحديث عن وضعه وأسرته صمت لبرهة ثم سأل بحيرة ما هو هذا اليوم.؟!.. وفي حيرة مماثلة للإجابة على سؤاله لم يكن أمامي سوى فتح موقع الأمم المتحدة واختصار ما ورد فيه بخصوص هذا اليوم.
وكان أبرز ما نُشر على موقع الأمم المتحدة بهذا الشأن هو: تم تأسيس اليوم العالمي للطفل في عام 1954، ويحتفل به في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحسين رفاه الأطفال.
20 تشرين الثاني/نوفمبر هو يوم هام لأنه يوافق تاريخ ذات اليوم عام 1959 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل .وهو أيضا تاريخ عام 1989 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل.
ومنذ عام 1990، يصادف اليوم العالمي للطفل الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان والاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل.
ويمكن للأمهات والآباء والمعلمين والممرضين والأطباء والقادة الحكوميين وناشطي المجتمع المدني، وشيوخ الدين والمجتمعات المحلية، وأصحاب الشركات، والإعلاميين، وكذلك الشباب والأطفال أنفسهم أن يلعبوا دورا هاما في جعل يوم الطفل العالمي ذا صلة بمجتمعاتهم، والمجتمعات والأمم.
ويتيح اليوم العالمي للطفل لكل واحد منا نقطة دخول ملهمة للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى حوارات وإجراءات ستبني عالما أفضل للأطفال.
يتميز الاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل هذه العام بأهمية كبيرة. إنه وقت للاحتفال ووقت للمطالبة باتخاذ إجراءات من أجل حقوق الطفل.
ما هي الإجراءات التي ستتخذونها؟
قبل ثلاثين عاماً، قطع زعماء العالم على أنفسهم التزاماً تاريخياً تجاه أطفال العالم، من خلال اعتمادهماتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفلوجعلها جزئاً من الاتفاق الدولي، فأصبحت الاتفاقية الأكثر تصديقاً عليها في التاريخ وساعدت في تغيير حياة الأطفال في جميع أنحاء العالم.
لكن لا يزال هناك أطفال لا يتمتعون بطفولة كاملة؛ فطفولة كثير من الأطفال تبتسر وتبتر.
يقع العبء على كاهل جيلنا للمطالبة بأن يفي قادة الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمعات بالتزاماتهم وأن يتحركوا من أجل حقوق الطفل الآن، لتحقيقها مرة وإلى الأبد. يجب عليهم الالتزام بضمان كل الحقوق لكل طفل. إنتهى الكلام المنقول من موقع الأمم المتحدة
ورغم أني كنت أخشى أن يصعب عليه فهم ما بسطته له، إلا أنه خالجه شعور بالراحة والحزن معاً، وطرح سؤال معناه: لماذا لا يحتفل أطفال اليمن بهذا اليوم، أو أن الحكومة اليمنية لم توقع على للإحتفال بهذا اليوم.
وأجبته: الحكومة اليمنية وقعت على إتفاقية حقوق الطفل والإحتفال بهذا اليوم، وهناك تشريع يمني يحمي حقوق الطفل و…إلخ، إلا الحكومات اليمنية المتعاقبة تتخذ من عمالة الأطفال وتسربهم من المدارس وغير ذلك من القضايا المتعلقة بالطفولة، تتخذ منها مظلة لطلب المساعدات من العالم، وبالمختصر تتاجر بالطفل اليمني.
على الرابط تفاصيل وأرقام حول واقع الطفولة البائس في اليمن
http://www.peacehorizons.net/ar/?p=4164
- نقطة
صورة الطفل نبيل شوعي، في اليوم التالي لليوم العالمي للطفل هي نفس صورة ذات اليوم وربما أكثر بؤساً.. - صورة مع التحية للأمم المتحدة وكل دول العالم، وصورة بدون تحية لطرفي الصراع في اليمن..##