- عبدالرحمن بجاش
صمت ..أصمتوا رجاء ..واسمعوا …لقد وصلت إلى نهاية خط الرحلة …
برمي قبعاتهم في نهاية الاحتفال بخريجي كلية الاعمال الدولية للعام 2019-2020 ، أرتفعت ايضا قبعة ” تاج ” عنوان حياتي الأهم الى الاعلى ، كان ذلك ايذانا باعلانهم خريجين ، وتاج جامعيه ….
اعود إلى ذلك الصباح ، عندما اتجهنا معا إلى مدرسة آزال حده ، هناك تركتها مطمئنة وذهبت ، لاعود لها ظهرا …وهكذا بدأت الرحله ….
كل صباح عند أن تمرالسيارة على ذلك المنحنى نصيح معا وبصوت ملحن : طلعنا ، نزلنا ، وعندما نجد أن الصمت يطول ، تقول تاج صغيرتي : ياأبي ، هيا نصيح ، فلا اتردد ، نقترب برؤوسنا من نافذتي السياره ونصيح حتى نلفت انظار الماره ، نضحك سعيدين ونواصل ….
شجيرة صغيرة تنمو أمامي ، تتحول الى صديقتي ، تخبرني بكل شيئ تواجهه في المدرسه ، اسمعها باهتمام ، حتى قويت ثقتنا ببعض ، فسألتني طوال الوقت أسئلة مهمه ، واجبتها بكل صدق الصديق …
سنوات حميمه ، جامحه بمشاريعها ، وحبي الذي لم يفتر لتاج ابدا …
حتى الثانوية العامة ظليت أشد ازرها ، ومن هناك امها ، وعلى الجانب
الاخراخوتها …اذ بفضل الام تقوى نعمان محمد غالب الذي حولت بيتنا إلى عش
هادئ من الحب والطمأنينه ، نضع همومنا على كتفيها فلا تتوانى عن حمل كل
الهم …حتى وصل الثلاثة الى برالامان ….
بقيت تاج ، اعتبرت أن المهمة مهمتي ، التي اخترت اسمها تاج احتراما وتقديرا لخالتها تاج الكبيرة بكرمها وجميلها رحمها الله …جاءت تاج خير تاج ….
ذلك الصباح
الاخر، توجهنا معا إلى الجامعة اللبنانيه ، في الطريق قلت : الان تبدأ
مهمتك ، الان تبدأ مسئوليتك تجاه نفسك …الان عليك أن تقرري انتي ماذا
تريدي ، وكيف ، ومتى، واين …الآن عليك الاجابة على كل الأسئله ..وأنا من
هناك سأواكب ..لكن القضية قضيتك ….
امام الدكتوررضا هزيمه رئيس الجامعه ، مسك الرجل كتابا ضخما ، وباللغة الانجليزيه ، قال لها : هذا واحد من
الكتب التي ستدرسيها …لم اعلق ، لكن ” بجاش” كما تناديني حدث نفسه : كيف
؟…
كانت بمستوى رغبتها في أن تكون شيئا ، في ذلك الكتاب بالتحديد ،ظلتت تحقق نتيجة 100%, هي من كانت تريني كشف الاختبارات ….لم اكن أسالها ، فقد تحملت المسئوليه ….
أمس الاول ذهبنا معا إلى حفل التخرج الذي ظهرلائقا بجامعه حقيقيه …
كانت هناك بين زميلاتها وزملاءها الخريجين …
جلست إلى كرسي وبجانبي امها واخيها وزوجة اخيها ، تهيبت اللحظه ، استلمت منها رساله : بجاش ابتسم لو سمحت ….حاضر..لم تدري إنني كنت اغالب دموعي ….يا ألله ، صغيرتي تاج خريجة “International Business Management”….
انتهى الحفل كما بدأ مهيبا …احسست ان الكون كله يصفق لها…
خرجنا، امام القاعه كانت آثارمطرة الليل تجمل كل شيئ وروحي….
لحظتها تمنيت ان تواتيني الشجاعه لأصيح بكل قوتي : أنا فرحان …لكن مطرا غزيرا كان يهمي على هامتي ….
كان هناك في الحفل ايضا زوجها حمزه حسين مرشد محمدالورد الشاب المؤدب والرائع ، وقد تخرج من نفس الكلية العام الماضي…
اتمنى لهما حياة شخصيه وعمليه بحجم ومساحة حلمهما…
ونحن كأسرة نشعرانناقدمنا دعمنا …لكنها هي التي نجحت …
تاج انتي تاج على رؤوسنا ..رفعتي رأسك ..ونحن ممتنين..
لله الأمرمن قبل ومن بعد .