- سعيد الصوفي
في تعريفه للقبيلي لا يفرق ما نزوني بين المزارع والقبيلي والفلاح،وأصحاب المهن والحرف المختلفة ” الحرفيون” .” والتجار، “في اليمن يسمى المزارع قبيلي وفي مصر فلاح. وهم يتأقلمون مع أنواع العمل: فهم مزارعون وجمالون وحدادون ونجارون ومعماريون ونساجون وصباغون وبائعوا فحم وتجار” ص 90 ،وإذا كان قد أسرف ما نزوني في وصفه للقبيلي ” بالذكاء والفهم والنباهة” إلا إنه يصفه بالكسل وعدم المبالاة في التفكير والتمعن بالأشياء،معيدا ذلك لبسبب إهمالهم وإيمانهم بالقدر،ولكنه يستدرك ” بمحرد أن يتخيلوا شيئا معينا يظهرون منتهى التقدير والتحفيز. وإذا شجعتهم يستطيعون فعل الكثير”. ويقول ” إن القبيلي في صغره كثير الحيوية ويتمتع بالظرف والحبور. وعندما يصبح بالغا يتحول إلى رجل بارد وجدي” .معتقدا أن “هذه هي طباع المسلمين جميعا”، مؤكدا بأن “دينهم هو الذي يفرض عليهم هذا التغيير”. وهو بهذه الرؤية لا يتناقض فقط مع النظرة العلمية لمراحل النمو عند الإنسان،حيث تختلف سلوكيات الفرد باختلاف مراحل نموه العمري والعقلي ، وإنما يتناقض مع نفسه فيما يتعلق برؤيته الخاصة لأسباب الجهل في البلاد العربية ومقارنتها مع البلاد الأوروبية وذلك حين قال: ” وإذا كان الجهل يسود في تلك البلاد، يخطئ من يعتقد بأن السبب هو الدين الإسلامي. فهناك نصوص كثيرة في القرآن تحث على العلم وتوصي بالثقافة. والكل يعلم ما ترك خلفاء بغداد والحضارة الإسلامية في إسبانيا من منجزات. إن سبب جهل العرب يعود إلى نفس جهل الفلاحين في جنوب إيطاليا وإسبانيا وبلاد الأغريق وبلدان أخرى، ولا يتجرأ أحد على القول بأن السبب هو الديانة المسيحية. “91 .