- سعيد الصوفي
بعد أن مكث مانزوني في الجليلة عدة أيام حتى نهاية سبتمبر 1877 ، واصفا عادات وتقاليد سكان المنطقة ومصادر مياه الشرب التي تجلبها النساء على رؤسهن من بئر وحيدة وبعيدة، وشغف النساء بالحديث مع الأجنبي وعدم تغطية وجوههن عنه كما هو حال النساء في بلدان المغرب العربي،تحدث عن كرم البدوي والقبيلي في اليمن عكس الحال في المغرب العربي،ووصفه لطريقة أكل اليمني وتمزيقه لأصابع يديه بصورة تثير الاشمئزاز، ولكنه استفاض بالحديث عن مصبغة الملابس الوحيدة في الجليلية معددا انواع الأشجار التي يؤخذ منها الصباغ والمتوفرة بكثرة في بلاد الشاعري والأجعود، ووصفه لكيفية صبغ الملابس ونشرها وتجفيفها في الشمس. غادر مانزوني الجليلة في الأول من اكتوبر 1870 ، إلى قعطبة مقر الحاكم التركي قائمقام مصطفى بك، مشيرا إلى ان الاتراك بعد سيطرتهم عام 1870 ، قسموا اليمن لثلاث قطاعات ( حكومات ) هي: صنعاء، الحديدة ، وتعز. كل قطاع يترأسه قائمقام وهو الرئيس المدني والعسكري والديني ، وينقسم القطاع لدوائر يرأسها ( نائب حاكم ) وكانت قعطبة تتبع لحكومة تعز.وقعطبة هي المقر الرئيسي لمقاطعة واسعة تتكون من بلاد الشاعري ،الشعيب، جحاف، مريس، العود،ونصف وادي بنا.وقعطبة كانت على تل بما يشبه القلعة وسكانها 300 نسمة تقريبا،وفيها مسجد وحمام لا يصلح للاستخدام،وفيها سوق يؤمه الناس يوم الأربعاء، ومنازلها أقل جمالا وأناقة من منازل الجليلة وقرى بلاد الشاعري. وتحدث عن طريقة الحكومة المركزية ( التركية ) في صنعاء بتاجير الضواحي للقائمقام مقابل مبلغ محدد يدفعه للحكومة ويقوم هو بتأجيره لآخر مقابل مبلغ أكبر وينتهي الأمر بأن تدفع الضاحية اليمنية أربعة أضعاف ما يدفع للحكومة المركزية. وكذلك الأمر في الجمارك تدون مبالغ على البضائع توازي وزنها ولكن لا يدون في الوثائق الرسمية إلا مبالغ مخفظة.