- مسعد عكيزان
وكيف كنتم تنوحون الرجالَ؟ بلا
نَوحٍ، نموتُ كما نحيا بلا رَشَدِ
فوجٌ يموتُ وننساهُ بأربعَةٍ
فلم يَعُدْ أحدٌ يبكي على أحدِ
وفوق ذلكَ ألقى ألفَ مُرتزقٍ
في اليوم يسألُني … ما لونُ مُعتَقَدي
بلا اعتقادٍ … وهم مثلي بلا هدفٍ
يا عمُّ … ما أرخصَ الإنسانَ في بلدي
(عبدالله البردوني ـ من قصيدة غريبان وكانا هما البلد)
على قارعة الطريق تقابلك آلاف القصص باللحظة، وليس كل يوم.
وجميعها محملة بالبؤس والأسى والحزن والضياع والحرمان، وكل ما يخطر ببالك من مفردات المعاناة.
أضحت مآسينا كالقوت اليومي نتناولها جميعا بجرعات متفاوتة، ولا يسلم منها أحد أبدا.
عدة أعوام واليمنيون يعانون ويلات الحروب والدمار والشتات وغير ذلك من آفات الصراع التي تنجم عنه وتتفاقم ويذهب ضحيتها المواطن البائس فيما تجار الحروب في انهماكهم في إحصاء مكاسبهم ومصالحهم على حساب أرواح البشر الرخيصة في بلد لم يعد للإنسان فيه من قيمة تذكر، إلا حين يحتاجون إليه كرقم في مصفوفاتهم التي يطوعونها حسب أهوائهم ورغباتهم.
ما يندى له الجبين هو موقف الجهات الحكومية والمؤسسات المختصة حين تنتشر الأمراض والأوبئة الفتاكة لتلتهم الأرواح دون هواده فيما لا يحرك هؤلاء الجبلات ساكنا، وكأن الأمر لا يعنيهم إطلاقا!!
وإن حدث ووجهت لهذه الجهات والمؤسسات الانتقادات والمطالبات، وأثيرت قضايا رأي عام ضدها وضد من يديرها فإن ردة الفعل المباشرة تكون بإجراءت وقائية تعالج الموقف بما يبعد اللائمة فقط ولا يعالج تلك القضايا البتة.
منذ فترة ومواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بقضية انتشار حمى الضنك في مدينة نجاء، وارتفاع عدد حالات الإصابة.
وتكررت المطالبات لمكتب الصحة والسلطة المحلية بشكل عام بسرعة التحرك لمكافحة هذا الوبأ الفتاك.
وللأسف الشديد أن الإجراءات المتخذة لم تتعد حملات رش فاشلة، وبمعدات غير مؤهلة للعمل لم تتمكن تحقق المطلوب منها.
والنتيجة الكارثية التي نشهدها اليوم هي أول حالة وفاة بسبب مضاعفات حمى الضنك في مدينة نجاء.
فهل بعد الموت من مستصرخ لتحريك ما تبقى لديكم من مشاعر إنسانية؟!!