- د. فلاح الجوفي _ألمانيا
الحياة جميلة، وإبتسامتها أجمل، تبتسم السماء كما والأرض، وتبتسم كل الكائنات في الكون حينما تكون طاقتنا إيجابية، ولا تأتي الطاقة الإيجابية إلا بالتفكير الإيجابي، والتفكير الإيجابي يأتي من الأمل والطموح، والرؤياء المستقبلية التي لايستطيع الكثيرون من الناس رؤيتها، وتاتي تلك الرؤيا من الاطلاع الكبير الإيجابي والتأمل وتخصيص الوقت لها.
كثير من الناس يعيشون في متاهات، وأُصيبت بصيرتهم بالعمي، لأنهم يعيشون في مساحات تمتص طاقاتهم الإيجابية، بسبب ارتباطهم بأشخاص سلبيين وأخبار سلبية كذلك، مماادى إلى الوفاة السريرية لروحهم المعنوية، كماضعفت قواهم، وأضحوا يعانون من هزالة في البدن، وتلف في العقل بعد أن كان سليما!!
يمثل الجهل مقبرة لصاحبه حتى وإن كان من ذوي العضلات والقوة والنفوذ… إلخ
فالحياة ما زالت تبتسم، والسماء تبتسم كذلك، ولكن الناس لا يدركون ذلك جيدا!!!.
من أفزع عصفوراً وهو يمر أمام بئر فقد أفزع الحياة وجعل السماء سوداء حزينة فكيف ينظر إلى إبتسامة السماء، هذا ما تعلمناه في مدارسنا !!! وللآسف تعالى الآخرون أن يتعلموا تلك المبادئ!!.
تجربتي في الحياة رصدت كل الموبقات، ورصدت كل الهواجس، وأصبحت أتعامل مع الكون بالطاقة الإيجابية، وأخاف أن أفزع العصفور لكي لا أنال نصيبا من لعنة السماء، كما تعلمنا، وكنت حينما أشعر بضيق وأحس أن قلبي ينزف وأنفاسي تتقطع ولا أستطيع استنشاق الهواء لقوة ظربات قلبي..
كنت في تلك اللحظات أستقبل مكالمات أو أزور أشخاصا وأنا مبتسما، وكنت أعرف كل مشاكل أصدقائي وأهلي، ولكني لم أخبر أحدهم بمشاكلي لعدة أسباب:
السبب الأول: لا أرغب بفزعهم وقلقهم عليا ولو فعلت ذلك فمعناه أني أقلقت إنسانا كرمه الله وأنا مازلت أفكر بالعصفور.
السبب الثاني: إذا أقلقت الأخرين فهم لن يحلوا مشاكلي بل ستنهال عليا المكالمات منهم ليتطمنوا عليا وبالتالي يرهقونني ويرهقوا أنفسم.
السبب الثالث: والمهم أني تعلمت في الحياة، لو عندي مشكلة ما يجب عليا أن أحدد سبب تلك المشكلة، وبعد ذلك أتجه لحلها، وكنت بارعاً في هذا المجال، ولكن حينما تكون المشكلة في أقرب الناس، فكيف تحل؟ حينما تكون صفحة واضحة يقرأها الجميع وتمشي على هذا الدرب لأجل الأخرين وتترك أمورا غاية في الأهمية بحياتك لأجلهم، وتكتشف أن الأخرين يبيعوك في أَقْرَب فرصة يلقونها وتكون أنت سببا في تلك الفرص، بل يستمتعون في هدم بناء جميل وتدمير بستان الورود التي زرعته!!! فهو لا يعني لهم شيئاً، وأنت يعني لك الكثير والكثير، بل ويرفضون الحلول ويدوسون بأقدامهم على كل جميل زرعته، لكن لا عجب في ذلك!! فماهو غالي بالنسبة لك هو رخيص عند الأخرين!! وسنظل نصرخ بصوت عالي السماء تبتسم ولا أحد يصدق، وهم لايعرفون أنك تتجرع المر وتبتسم، ولا تريد أن تتكلم لكي لا تفزعهم لأنك حريص على أن لا تفزع العصفور، لأن مبادئك سامية، وأفكارك راقية ونظرتك عالية كعلو السماء.. فلا غرابة أن لا أحد يقدر إبتسامتك، فكيف سيقدرون إبتسامة السماء؟!!..
للحديث بقية..