- ماجد زايد
فاجعةٌ بلون الدم أسكتتني ، هكذا أنا دائما حينما يحيطنا الموت من كل إتجاه..
الصمت خيار الاقوياء ، هذه حقيقة ، في لحظات الدماء أعجز عن النطق ببُنت
حرفٍ واحد ، دمي حينها يغلي ، الجنون يسيطر عليّ عندما أرى الموت يجني
شعبنا ، أفقد صوابي بجنون ، عواطفي تقودني معها للجنون أيضاً ، هكذا في كل
مرة ، ولكن هذه المرة أخترت سرد الفاجعة من زاوية بعيدة عن قهر الأحداث
ووجع الحقيقة.. ربما ذلك أجدى في النفع..
الآ تلاحظون يا أصدقاء
شيئاً أخر.. نحن نحزن على بعضنا الأخر عندما يموتون غدراً ، لم نكن نريدهم
أن يصلوا لذلك ، نحن بالفعل ضد أفكار المتقاتلين ، لكنا لسنا مجرمين لنقبل
أو نصمت عن قتلهم ، نحن ضد لعبة الموت على الجميع..
أنها الحقيقة ،
لكننا نتجاهل ضمائرنا كثيراً لأجل أشياءاً مزيفة ، ضمائرنا المشتركة بالحزن على بعضنا هي صمام أمان لهذا الوطن ، أثق بهذا الصمام الممزق ، نحن لا
نكره بعضنا الى ذلك الحد البعيد ، نحن في ذروة الحرب والحزن يجمعنا ،
جميعنا كذلك ، أثق بكلامي جداً وبطريقة تفكيري هذه خصوصاً وأنا أتابع
الجميع في كل مرة بينما يحزنون على الأخرين ، بينما يرثون البقية ، وما دون ذلك ليس أكثر من نتوءات لابد منها لتكتمل الصورة المقيته ، الصورة التي
أقحمونا فيها ، صورة الحكاية التي يجب علينا أن نسردها بجنون والم في كل
مرة.
هل تعرفون يا أصدقاء فلماً يدعى “رحلات غاليفرز Gulliver’s Travels”..!!
غاليفر شاب طيب وصحفي بسيط ، إبحثوا عن الفلم وشاهدوه وقفوا كثيراً عند
أغنيته البسيطة والجميلة ، غاليفرز يقول لنا شيئاً ساذجاً بكلمات عادية
لكنها مختلفة عن كل شيء وصادقة في كل شيء ، يقول في سردية حلمه وإخلاصه وهو يرقص بين المتقاتلين في قلب المعركة:
الحرب..؟!
لماذا الحرب..؟!
ما الجديد في الأمر..؟!
ما الجيد في الأمر..؟!
بالطبع لا شيء.
قولي ذلك من جديد يا فتاة الحرب..
جيد يا رفاق.. ما الجيد في الامر..؟!
بالطبع لا شيء..
الحرب.. إنها عدو البشرية..
الحرب تجعلني أفقد عقلي..
الحياة قصيرة وغالية فلم اقضيها في القتال..؟!
عليّ أن أعمل بجد لأحصل على ما أريد..
دعونا نقول ذلك من جديد.. الحرب.. لماذا الحرب..؟! ما الجديد في الأمر..؟! ما الجيد في الأمر..؟!
بالطبع لا شيء..
إستمعوا لي..
السلام والمحبة والتفاهم اليوم سوف نعتز به.. يقولون أنه يجب أن نحارب لكي نحافظ على حريتنا.. لكن يجب أن يكون هنالك طريقة افضل..
قولوا ذلك بصوت عالي..
الحرب..؟!
لماذا الحرب..؟!
ما الجديد في الأمر..؟!
ما الجيد في الأمر..؟!
بالطبع لا شيء.
هل تعرفون يا أصدقائي المطرب الأنيق فؤاد غازي..؟!
مطرب الليالي المقمرة والمشاعر الصادقة ، السهر في حضرت صوته جمال لا يُمل ، جربوه وتخيلوا أنفسكم عشاقاً من زمن الحب الجميل ، جربوا الحب النقي ولو لمرة ، هيا جربوه ودعوا كل شيء جانباً ، أرهقتا أنفسنا بأخبار الموت
والدمار ، أصبحنا نهذي من شدة البكاء والألم ، صرنا كائنات تعيش حياةً كل
ما فيها وجع.. علينا أن نعود منها حتماً..!!
فؤاد غازي يقول في إحدى أغانيه:
يا حلوة بعيونك سر
ساحرني ومذوبني
كلماتك احلى من الدر
حبك دوم مسهرني
قربك مر وبعدك مر
ومر المر بعينيك..
هل تعرفون يا أصدقاء.. إشتقت إلى حياة أخرى بعيدة عن هذه الحرب ، اشتقت
لكل شيء يحترم الأخرين ، اشتقت لهلوسة السلام ، لاستهزائكم بها.. إشتقت
للحديث عن مستقبل الأبناء وبشارات الوطن الحزين..!!
هذا الحرمان لن يدوم على الإطلاق..
قبل أيام صرخ احدهم بي وقال: أنت حمار ناطق.. إبتسمت له وأخبرته بأنني
أتشرف بصداقته فعلاً ، إرتبك وخجل كثيراً ولم يدر ما يفعل ، صمت قليلاً ثم
قال أنت شخص رائع ^ــ^.. إبتسمت له بعدها وأخبرته أنني أعلم ذلك ، ضحكنا
كثيراً وزاد ضحكنا مع الأيام حتى تجاوزنا الكثير من الحواجز بيننا ، اليوم
هو من أعز الأسدقاء ، هو اليوم يقول لي في بعض تعليقاته: أنا ممتن جداً
لذلك الحمار الناطق لقد عرفني بك..!!
هل تعلمون شيئاً أخير يا أصدقاء..
كل هذا بابتسامة بسيطة لاغير ، قلوب بعضنا بسيطة أيضاً ، تماماً كما قالت المطربة ميادة بسليس:
ما في شي مستاهل
ما في شي حرزان
بكره كل شي رايح
نِيّا لو الرضيان
محلاك عم تضحك ولو قلبك زعلان..
ماهي أول مرة بعاندنا الزمان..
كونوا بخير يا أصدقاء