- عبدالرحمن بجاش
كانت الساعة تشيرالى الثانية عشره واربعة عشر دقيقة بالتمام والكمال ، ظهريوم3 من هذا الشهر، لتوي فرغت من متابعة ما كنت افعل ، لاأدري كيف ورد إلى خاطري ، تناولت جهاز التليفون واتصلت به ، جاء صوته كما اعتدت نبيلا…
بين الحين والاخر اتصل بالدكتورمحمد غالب النبهاني ،وانا الى النباهنة انتمي بأمي وجدتي والى تلك الرائعة جدتي سلام أكون …سلام وكلام ،وسؤال عن الحال والاولاد ، كان حميميا في تلك المكالمه ، وهو الحميم في علاقته بالآخرين ، فقد جبل على الوفاء ، لايتنكرلعلاقة انسانية مع احد ، ولاينظرالى الآخرين على انهم مجرد اوراق من فئة الألف !!!!…
عصريوم 11 نوفمبرعند الثانية وثمان وخمسون دقيقه اتصلت بخالد هزاع لامرشخصي ، بادرني : أسعفنا الدكتورمحمد غالب فقد تعرض
لجلطه وهو الان في العنايه ، كنا نشتي نطلعه صنعاء ، من أين نمر؟؟؟؟، يتبدى ألم تعزهنا ، عندما تفكرفقط من اين تنفذ بمريضك !!!, هوالحصاريقتل الحياه … كان الصمت خيرلغه …
عند الثالثه بعد دقيقتين اتصلت على رقم محمد ، فلم يرد احد …وجع إستبد بي ورحت استعرض شريطا من كل شيئ …وعلى أمل أن تظل
الازهاريانعه ..لكن الالم ربما هومايجعلك تحس بجمال الحياة …
الثامنه و13 دقيقه لاحظت أن ثمة رساله من اخي نبيل في الواتس ، فتحتها فورا ، ليتسمرنظري :
” الدكتورمحمد غالب انتقل إلى رحمة الله ” ….
تركت جهازي كما هو واطفأت النور، ووضعت نفسي روحا وجسدا على السرير، ثمة تسونامي من الوجع إجتاح سماواتي وارضي التي ليس لهم حدود …عيني ظلتا تغوصان في المجهول ، لكنني نمت غصبا عني تحت وطأة الالم ، ولكن بإدراك عميق أن الموت فعل شجاع في زمن بلا ملامح ، زمن يسيطرعلى افقه الانتهازيون ….
استوطنني الوجع على الطبيب الذي ظل يداوي جراح الناس ، وعلى الانسان ألذي لم يفقد وجهه مطلقا ….ثمة من يلصق على وجهه كل صباح اوراق من كل الفئات والفتات !!!
ظل جرس تليفون البيت يرن طوال الليل ، رنينه لم يوقض احدا …
صباحا كان اخي عبد الناصريبكيه بطريقته : قبل شهركنا في تعزعند نجيب غيلان..
الثلاثاء من العاشرة صباحا اتصلت اكثرمن مره على رقمه ، أجاب عبد الله ، قلت بالكاد :
اعزيكم ..
كل شيئ جميل من قيم جميله فقد ذلك الفرع الاخضرمن حياة كانت لها قيمة اجمل بمداواةجراح الناس تلك التي تلتصق بالروح ..
لذلك الجبل المطل ، وتلك السائلة ، وللشجرة الخضراء الضخمة وارفة الظلال ، لتلك السحابة التي مرت يوما وانزلت حمولتها سيل من مثل ذلك الانسان يوسف احمد عثمان ، ود. عبد العزيز الوحش ، وعبد العزيز البطر، وعبده صالح ، واحمد عبد الله البطر ، وعبد اللطيف عبد الرب، وعلي سلام، ومحمد قاسم ناجي ، ومحمد سبف قائد ، وجراده ابن جدي، ومحمد سلام ” صنعاء” وسلطان عبد الله ناجي ،، لوجه القمر الذي قابلته ذات ليلة شتويه وانا اجري بعد جدتي ” مروحين ” من عند جدتي سلام أجمل من سكن روحي هي واختها نعمه ….
كل العزاء، للنباهنه وحتى تعزالمدينه ، اقصد الطيبين اصحاب القيم فقط …
وللجميع ارسل وجعي …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .