- سعيد الصوفي
بعد محطته الأولى التي كانت في مدينة الحوطة عاصمة لحج (بلاد العبدلي) التي تشبه في تخطيطها المدن الإيطالية،ولكنها غير نظيفة ومنازلها مبنية بالتبن، ولرمضان طقوسة حيث تنام المدينة نهارا وتصحو ليلا، كانت المحطة الرئيسية الثانية للرحالة الإيطالي انزو مازوني هي قرية الجليلة ( بلاد الشاعري ) وللوصول إليها مرت القافلة بعدد من المناطق والقرى والوديان والرمال والجبال التي حرص انزو على وصفها بدقة ووصف الطرق الوعرة والجبال القاحلة والاشجار والمزروعات وقبح بعض اليمنيين وجمال بعضهم والمخاوف من قطاع الطرق وأخصب الوديان التي كان أشهرها وادي صهيب في بلاد ( الحواشب )؛ ومنطقة الهجر . وفي الجليلة التي وصلها مع القافلة بعد سفر عدة أيام وليال ذاق فيها المر مع مرافقية من جوع وسهر وخوف وحكاية براعته في طباخة اللحوم،ووصف المحطات الفرعية التي كانت تتوقف فيها القافلة لأخذ قسط من الراحة،استقبله في الجليلة، عوبش صالح، في منزله النظيف والمرتب،وعوبش هو المتعهد باستقبال القوافل القادمة بالبضائع من عدن إلى صنعاء،ويقوم بانجاز التصاريح لمرور القوافل بين كل من الإدارة الانجليزية في الضالع والتركية في قعطبة واستبدال الجمال المناسبة للجبال بدلا عن جمال الصحراء التي تحمل اثقال أكبر من جمال الجبال،وقدم مانزو وصفا لمنازل الجليلة وبلاد الشاعري وسلوكيات وعادات الناس هناك ولم ينس الإشادة بجمال بعض النساء كزوجة ثابت صالح ،الضابط في الإدارة التركية ، في قعطبة،وكعادته في وصف بطولاته فقد تحول في الجليلة إلى طبيب يعالج النساء والأطفال ببعض المشروبات الكحولية التي كان يصطحبها معه للاستخدام الشخصي، وانبهار السكان بمهاراته في صيد الجوالب وأكل لحومها…. يتبع