تقييم كتاب ابراهيم الحمدي والتنظيم الناصري: امتطاء المجد.. وعناق الشهادة

• عرض/ محمد علي العزعزي

مقدمة:

لا يزال الكتاب يتبوَّأ مكانة رفيعة في التثقيف والتوثيق، وأفضل وسيلة للرصد ونشر المعلومات، رغم تقدم خصائص العصر ووسائله التقنية السريعة، بل هو وسيلة من وسائل هذا التقدم المعرفي، لا يمكن الاستغناء عنه حاضرًا ومستقبلاً، تمامًا مثل القلم والحبر والورق، ولا يمكن أنابة الوسائل العصرية عن الكتاب الورقي.

لذلك، هذه محاولة تقييم الكتاب مع قناعتي أنه إضافة نوعية للمكتبة العربية واليمنية والفكر الناصري، وقد توافرت به كل الخصائص الفنية والعلمية والتقنية كونه موثقًا إلكترونيًا من أجل تيسير الحصول عليه بسهولة لمن يبحث عن المعلومة في أهم مرحلة من مراحل تاريخنا المعاصر. ويعزى ذلك إلى أن عملية التأليف واعية من حيث المقاصد السياسية والتاريخية، وهو ما ينقص المكتبة اليمنية.

لذلك رأينا تقييمه كأحد الكتب الصادرة عن مركز الصفاء للأبحاث والدراسات، وهو من الكتب المحكمة اتقانًا وجودة. وربما هذا التقييم أقل مما يجب أمام مؤلف الكتاب، محقق وصاحب تجربة كبيرة في التقويم والتحقيق والتدقيق والتأليف والتأثير على الرأي العام من خلال الأعمال الغزيرة التي قام بها في النشر والتجربة، وهو شاهد على العصر في العمل المؤسسي والإداري والسياسي قبل وأثناء وبعد فترة حكم شهيد الغدر والخيانة، المقدم إبراهيم محمد الحمدي رحمه الله.

تطبيق مادة الكتاب على أرض الواقع

يمكن تطبيق الكتاب على أرض الواقع من خلال اعتماده مرجعًا فكريًا مهمًا، وننصح بتدريسه لطلبة الجامعة في العلوم السياسية والتاريخ المعاصر لليمن، ومن ثم تلمُّس التغذية الراجعة من حيث: الفهم، والاستيعاب، والتقبُّل، والاستئناس، والتأثر والاستيعاب.

وذلك من خلال التقويم للطلبة والمتابعة بواسطة:

1. بطريقة مباشرة من خلال استيعاب القارئ نفسه للكتاب.

2. بواسطة استبانات يمكن توزيعها على أكبر عدد من المواطنين لمعرفة حجم التأثير والاستيعاب، وإضافة الجديد في الإصدارات القادمة بنسخ مزيدة ومنقحة.

أولاً: بطاقة تعريف الكتاب

عنوان الكتاب كاملًا: إبراهيم الحمدي والتنظيم الناصري: امتطاء المجد .. وعناق الشهادة (باللغتين العربية وخط المسند الجنوبي في الغلاف)

اسم المؤلف: عبدالعزيز سلطان المنصوب

عدد صفحات الكتاب: 160 صفحة من الورق الأبيض العادي

موضوع الكتاب: التاريخ السياسي للحركة الناصرية في اليمن

تاريخ النشر: 2025

اسم الناشر: مركز الصفاء للدراسات

مكان النشر: صنعاء – اليمن

وزن الكتاب: 295 غرام

الفئة المستهدفة: جميع الأجيال والأعمار والأجناس المؤطرة تنظيمياً، والمناصرين والسياسيين والمؤرخين وذوي الاهتمام بفلسفة التاريخ المعاصر في اليمن، البلد غير المستقر سياسيًا واقتصاديًا بسبب موقعه الجغرافي والجيوسياسي.

ثانيًا: أهداف الكتاب

الأهداف المعرفية:
جمع أكبر قدر من الوثائق السابقة، وما صعب الحصول عليه حصل عليه الباحث من أفواه الشهود الأحياء لتوثيق ورصد المعلومات.

الأهداف الوجدانية:
أسلوب الكتاب يأخذك إلى عالم المرحلة الذهبية في حكم اليمن، ما يدفع القارئ إلى متابعة المعلومات ومعرفة المزيد قبل ثمان وأربعين عامًا مضت.

التأثير السلوكي:
الناصرية فكرة لا تموت، وتضحية ممزوجة بالدم والروح، وهي إيمان. والكتاب أعطى فكرة عن القيادة التنفيذية، الجناح المدني للتنظيم الناصري، وهي ملحمة السباق إلى الموت، وكل يدعي مسؤوليته في تضحية لم يسبق لها مثيل. وعموماً الرموز الذين حكم عليهم بالإعدام كأنهم ذاهبون إلى حفل عرس جماعي لعناق الشهادة، كما قال الكاتب المنصوب.

ثالثًا: أهمية الكتاب

استطاع الكتاب أن يوثق بدقة خلال 1275 يومًا من حكم الحمدي بكل تناقضات المرحلة، وموقف الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة، وموقف القائد من البعث والاشتراكي وجماعة الإخوان المسلمين، واقتناعه بفكر وموقف التنظيم.

وتعود فكرة الكتاب لأعمال سابقة، مثل كتاب 13 يونيو للمفكر الناصري والعقل الاقتصادي محمد سعيد ظافر، وإشارات عبدالله سلام الحكيمي، والكشف عن معلومات كانت سرية ويتم تداولها بحذر شديد وشفاهة بين مجموعات محددة.

رابعًا: منهج الكتاب

استخدم المؤلف مزواجة بين المنهج التحليلي في البيانات والمعلومات، والمنهج التاريخي في دراسة الأحداث والوثائق التاريخية، والمنهج الاستقصائي في ثَبَت المراجع المصورة والشفافة للسياسيين الموجودين على قيد الحياة لتحري الدقة والموضوعية والمصداقية.

خامسًا: تقييم محتوى الكتاب

يحقق الكتاب الأهداف التي وُضع لأجلها بطريقة منهجية سلسة.

أهداف الكتاب واضحة ودقيقة، وثائقي بامتياز لأهم مرحلة معاصرة مرت بها اليمن.

تتوافر في مادة الكتاب الدقة العلمية بشكل منضبط وعالٍ من الجودة والمصداقية.

المادة مرتبة ترتيبًا علميًا (التدرج من الأقدم إلى الأحدث، وعلاقة الموضوعات بعضها ببعض، مع عرض الأفكار الجديدة بشكل منظم وميسر للقارئ، وخاصة الشباب الذين لم يعيشوا فترة الحمدي).

الكتاب مقسم تقسيمًا منهجيًا وفق تسلسل الأحداث.

الكتاب مناسب لجميع الأعمار واختلاف توجهاتهم السياسية من باب المعرفة.

راعى الكتاب القِيَم وأخلاق الاختلاف والتوجهات الفكرية التي عاصرت فترة الحمدي.

مراعاة البيئة الاجتماعية للقارئ، حيث شملت التجربة كل مدن وقرى اليمن.

اهتم الكتاب بالكفاءات والرموز التاريخية داخل وخارج التنظيم ولم يغفل دور أحد، مثبتًا حقهم في التاريخ.

لغة الكتاب واضحة وسهلة، والأسلوب مشوِّق لجذب القارئ لمتابعة الأحداث.

الكتاب مرجع لكل مهتم، وقابل للتطبيق إذا وُجدت الإرادة والإدارة الوطنية.

احتوى الكتاب على هوامش لتيسير المصطلحات والتعبيرات الفنية وتفسير الغموض.

احتوى الكتاب على نماذج للقيادة والحكم الرشيد، واستيعاب الكل، وإزاحة الفاسدين لمصلحة البلد.

مراعاة ارتباط مادة الكتاب أو أجزاء منه بالكتب المنشورة سابقًا، وخاصة كتاب محمد سعيد ظافر ومقالات عبدالله سلام الحكيمي.

احتوى الكتاب على قائمة بأهم الأعلام، ولم يحتوي على قائمة بيبلوغرافيا الأسماء والأماكن.

سادسًا: وسائل الإيضاح في الكتاب

لا توجد وسائل إيضاح لأن محتوى الكتاب تاريخ سياسي.

اكتفى الكتاب بالصور لأهم رموز المرحلة وبعض الصور النادرة من أرشيف الكاتب لبعض الشهداء.

راعى الكتاب التدرج في سرد المعلومات والحقائق بما يتناسب مع وعي القارئ.

سابعًا: منهجية الكتاب

تقسيم الكتاب مناسب ومنسجم مع الموضوعات وعددها (36 موضوعًا).

تلبية فضول القارئ بإدراج ملاحق إضافية في نهاية الكتاب.

احتوى على قائمة مصادر ومراجع للاطلاع الحر للقارئ.

توازن الخطاب تجاه الذكر دون ذكر للإناث في الحركة من باب التوازن.

تناسب مستوى المصادر والمراجع مع مستوى الكتاب الوثائقي.

الأسلوب يساعد على استيعاب المادة وتسلسل الأفكار دون انقطاع.

مراعاة علامات الوقف بشكل رائع (الاستفهام، التعجب، النقطة، النقطتان، الثلاث نقاط…).

وضع المعاني والأحداث بين قوسين مزهرين أحيانًا بخط عادي لا يختلف عن النص الأصلي.

شحذ همة القارئ للبحث عن ما نقص في الكتاب عبر مصادر أخرى.

مراعاة عدم الإسقاط على السلبيين الذين قتلوا المشروع والقضية.

تناسب أسلوب عرض المادة مع حجم الكتاب.

احتوى الكتاب على مقدمة واضحة ومنهجية لتلخيص المحتوى.

يوفر الكتاب فرصًا كافية للباحثين للعمل في مشاريع مستقبلية.

ثامنًا: الإخراج الفني

تناسب حجم الكتاب من حيث الطول، العرض، والسمك.

تناسب خطوط الكتاب وحجمها مع وضوح وجمالية القراءة.

تمييز بين الفقرات بمسافة معقولة.

ترك مسافة في بداية كل فقرة بين أول سطر والحاشية اليمنى.

وضوح الصور المقبولة داخل إطار التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.

كتابة العنوان الرئيسي بخط واضح ومميز.

كتابة العناوين الفرعية بخط مغاير ومميز.

كتابة الأرقام داخل النصوص والصفحات بالارقام (١-٢-٣-٤-٥).

متانة غلاف الكتاب جيدة ورق مقوى، لكنه بدون تجليد.

جاذبية الغلاف من حيث الألوان رسمية وهادئة.

سلامة الكتاب من الأخطاء المطبعية، وتشكيل النصوص كافٍ ومناسب.

تناسب عدد السطور بالكلمات مع قدرة القارئ على الاستيعاب.

المسافات بين السطور والكلمات مناسبة جدًا.

الانطباع العام

الكتاب جديد في الإصدار، وقديم نوعًا ما في محتواه، لكاتب محترف وثق المجد والشهادة والعلاقة بين التنظيم والحمدي بمعلومات دقيقة، رغم التحفظ لأسباب موضوعية. ومراعاة المرحلة، واستمع المؤلف إلى نصيحة الخبراء والزملاء بعدم نشر كل شيء لخصوصية اللحظة الراهنة.

التوصيات

دعم الكتاب وطباعته ونشره في المكتبات وبيعه بسعر رمزي.

تزويد مكتبات الجامعات بهذا الكتاب.

عمل تغذية راجعة من خلال استبانة إلكترونية ويدوية، وتفريغها، ونشر ما لم يُكتب مسبقًا.

التواصل مع رموز المرحلة قبل رحيلهم للحفاظ على المعرفة.

يوصى الباحثون بقراءة الكتاب لفهم دور الحمدي السياسي في اليمن، وأعضاؤه وأنصاره، واهتمامهم بتاريخ اليمن السياسي، فهو يحتوي على معلومات قيمة ومفيدة في مدة قصيرة (ثلاث سنوات ونصف)، لنشر الأمن والسلام والتنمية.