ADVERTISEMENT
بيس هورايزونس
  • الرئيسية
  • قضايا انسانية
  • أخبار الفن
  • اقتصاد
  • رياضة
  • منوعات
  • ثقافة
  • نصوص
  • من نحن
  • اتصل بنا
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • قضايا انسانية
  • أخبار الفن
  • اقتصاد
  • رياضة
  • منوعات
  • ثقافة
  • نصوص
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • الرئيسية
  • قضايا انسانية
  • أخبار الفن
  • اقتصاد
  • رياضة
  • منوعات
  • ثقافة
  • نصوص
  • من نحن
  • اتصل بنا
الإثنين, نوفمبر 10, 2025
  • الرئيسية
  • قضايا انسانية
  • أخبار الفن
  • اقتصاد
  • رياضة
  • منوعات
  • ثقافة
  • نصوص
  • من نحن
  • اتصل بنا
No Result
View All Result
بيس هورايزونس
No Result
View All Result

(العولمة) أعلى مراحل الإمبريالية

by بيس هورايزونس
5 نوفمبر، 2025
ADVERTISEMENT
Share on FacebookShare on Twitter


  • بقلم: محمد علي اللوزي

  بداية لا بد من القول أن الماركسية قد أسهمت بقوة في كشف العيوب القوية للرأسمالية التي تعرضها للانهيار، وبالتالي التحول للاشتراكية الأمر الذي أدى برأس المال إلى معالجة الاختلالات فيما يخص الطبقة العاملة وحقوقها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فحدث التأمين على الصحة والتأمين الشامل وظهرت النقابات والاتحادات التي تقف إلى جانب حقوق العمال والفلاحين وازدهرت الديمقراطية وارتفع مستوى دخل الفرد. وحافظ العمال على حقوقهم كاملة غير منقوصة. وقدم رأس المال بسخاء إمكانيات تحافظ على ازدهاره وتناميه، في حين كانت الدول الاشتراكية تنوب عن رأس المال عن الشركات والمصانع ورجال المال والأعمال في كل شيء ابتداء بالرغيف وانتهاء بإدارة الدولة والاقتصاد..
هذا خلق أعباءاً متزايدة على الدولة ” الرعوية” التي تحملت مسئولية بناء أممية شاملة وتوسع مستمر ما كان للدولة الرعوية القدرة على الاستمرار فيه، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى انهيارها لتتفرد بذلك الدول الرأسمالية وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم بعد أن سقطت أو تهاوت القيم الأساسية التي حافظت على التوازن بين الشرق والغرب والتي استطاعت العديد من بلدان العالم الثالث في ظل الحرب الباردة أن تشق غمارها وتحدث لها تجارب تنموية شاملة على المستوى القطري والقومي وعدم الانحياز، مستفيدة من ذلك بما يقدم من دعم حسب ولاء الدولة العالم ثالثيه لأي من المعسكرين الذي لم يفقد البلدان النامية الباحثة عن مستقبلها ومصيرها واستقلاليتها ” هويتها ” حتى في ظل الضغوطات التي مارستها أي من الدولتين، وما يؤسف له أن البلدان النامية وعلى وجه الخصوص الوطن العربي لم يستفد بالمستوى المطلوب من الحرب الباردة وبقي رهن مشاكل عقيمة على مستوى كل قطر عربي وآخر، وبالتأكيد فإن كثيراً من الأحداث المؤلمة في الوطن العربي والتنازلات التي توالت تباعاً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي يتحمل قدراً من المسئولية فيها الأنظمة العربية التي أعماها واقع الحال من تشوف المستقبل والاستفادة من التناقضات، بل الأكثر من ذلك أن البلدان العربية تحولت إلى ساحة تتمثل الصراع بالقدر هذا أو ذاك وهو ما أدى إلى تبعية أقل وطأه بكثير مما هو حاصل اليوم رغم وجود إمكانية للدول العربية في أن تخلق لنفسها فضاءاً نقياً يستفيد من الإمكانيات المادية والبشرية الموجودة ومن المساعدات التي كانت تقدم دونما تبرير لو أن ثمة تآلف بين الأنظمة العربية وثمة جدولة لأوليات قضايا الإنسان العربي يجب أن تحل وأن تعزز بكثير من الاستقلالية والقدرة على التوازن وخلق مناخ قومي يعير القضايا الاستراتيجية وبالذات القضية الفلسطينية انتباها قوياً ويعمل في ذات الإطار بما يلبي طموحاته ويعبر عن ضميره القومي والقطري.. كان ذلك أكثر من ممكن في الماضي القريب ، فيما هو اليوم أقرب إلى الخيال بفعل هذا الارتخاء العربي وهاجس الخوف من مقاربة مشاكل الحياة العربية وبالذات فيما يتعلق بمصير شعب وأرض محتلة ونهوض أمة ودفاع عن هوية وتضامن عربي شامل، مثل هذه القضايا وغيرها هي الآن رهن اعتقال العولمة ومصالحها التي تجسد رغبة الاستحواذ والسيطرة والاستعلاء، وتقدم طموحاتها المعلنة وغير المعلنة في القضاء حتى على الفكرة ثقافياً وإلغاء الحلم للإنسان العربي من أن يكون شيئاً يذكر ليحل بدلاً عن ذلك التدجين المؤلم لما يرغب فيه الكيان الصهيوني والعولمة التي أراها من وجهة نظري اليوم “أعلى مراحل الإمبريالية” القائمة على المزيد من المسخ والتشويه لهوية ومعتقدات وثقافات شعوب لم تعد عالم ثالثيه بعد انهيار المنظومة الاشتراكية أو ما كان يسمى بالعالم ثاني بقدر ما هي الآن شعوب تحت رحمة ومظلة العولمة ذات السوق الواحد المعبر عن مصالح خاصة عن شركات متعددة الجنسية بيدها الحل والعقد والتكوين والإلغاء، وتملك من الأموال ما يعيش منه ملياران وثلاثمائة مليون شخص في العالم حسب تقرير الأمم المتحدة وقدمه د/ (محمد عابد الجابري) في مؤلفه قضايا في الفكر المعاصر.

وفي ظل هكذا اقتصاد هائل، وطاغ، ومستبد، تسيطر عليه حوالي ( 172 ) شركة كبرى تتقدم ثقافة العولمة بكل عتادها وعدتها لتروج قيماً جديدة يراد لها أن تسود العالم المتخلف.. حيث تتعزز التبعية من الاقتصاد إلى الموقف السياسي والفكرة الثقافية ويغدو كل شيء مسلما به وحسبما يريد أصحاب النفوذ والقوة، وها نحن نجد اليوم إرهاصات خطيرة تنذر بكارثية من خلال ما يمهد له تحت مسمى صراع الحضارات الذي ظهر بقوة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد من مقالة تطورت إلى كتاب ألفه اليهودي الأمريكي ((صمويل هاتنغتون)) عقب إلقائه لها في ندوة عقدتها جامعة (برستون) عام 1995م بالولايات المتحدة الأمريكية كما أشار إلى ذلك الدكتور (محمد عابد الجابري) في مؤلفه قضايا الفكر المعاصر مبينا حجم الهالة الإعلامية التي حظيت بها هذه المقالة في الصحف والمجلات والدوريات والإذاعات المرئية والمسموعة في حين مرت على العالم أحداث عظام لم تحض بالتغطية الإعلامية الكبيرة كهذه المقالة المتواضعة التي يراد لها أن تكون واقعاً متحققاً في القرن الواحد والعشرين المليء بالمخاوف على آدمية الإنسان من أن تهدر وقيمه التي تأسست على مدى تطور البشرية من أن تلغى ليحل بدلاً عنها ما كان يسمى في أواخر القرن التاسع عشر نظرية (( البقاء للأصلح )) (( لدارون )) وهي نظرية انتقلت من علم الأحياء إلى الاقتصاد والسياسة عتادها وعدتها القوة والمعلوماتية المحتكرة في مجال التسلح النووي وعسكرة الفضاء والبيولوجيا والهندسة الوراثية ووسائل الاتصالات المتنوعة والمكرسة في معظمها للجاسوسية والهيمنة الثقافية وجس نبض أي مجتمع حي يريد أن يشق عصا الطاعة عن العولمة أو يفكر في أن يقدم شيئاً يخصه إبداعياً ويعبر عن إرادته التي لا بد من استلابها والاستعلاء عليها وجعلها ثاويه في التبعية منقادة للعولمة البشعة…
ودعونا نقول: بأن نظرية الانتخاب الطبيعي قد انتقلت إلى الانتخاب العولمي من الدراسة المعملية إلى السياسة الإمبريالية التي هي الآن بصدد فرز من يستحق البقاء بإمكانياته وقدراته ومن يجب عليه أن يكون مجرد سنة ترس في آلة العولمة السياسية والاقتصادية والثقافية..
إن المستقبل الذي ينتظر الدول المتخلفة هو محنة حقيقية حيث سيبقى رهن مشيئة إمبريالية تديرها شركات ويتحكم بها أفراد يقامرون بالبشرية من أجل المزيد من فائض القيمة التعيس بعد إذلال الإنسان وقهره وجعله تحت سطوه تكنولوجيا بلا قيم.. وما يحدث في واقع اليوم من أضرار وتجن على شعوب مختارة أكبر دليل على سخف هذه العولمة المرابية التي باتت تحدد محاور للخير، وأخرى للشر، تنتجها وقتما تشاء، وتؤجلها إلى حين تشاء رغبة في الاستحواذ على مقدرات شعوب وأمم واستغلال إمكانياتها إلى أقصى حد ممكن وذلك أمر يتنافى مع كل القيم الإنسانية ويخالف شرائع السماء والأرض ولكنه استعلاء الإمبريالية الجديدة التي نتحدث عنها بما تمتلكه من مقومات أكبر من استعمارية وأكثر من استيطانية.
فإلى جانب الأرض المستولى عليها على الصعيد العربي مثلاً هناك أيضاً التلاعب بالعقول المتربص بالمعتقد المسخ للهوية والانتماء التوطين ليبقى الإنسان مستهلكاً عاجزاً عن المقاومة مسخراً لخدمة تنامي الريع السريع لأرباب العولمة المالكين مفاتيح الرفض و القبول المنع والمنح على كل شيء وفي كل شيء.
وإنها عولمة لو تعلمون مريرة وقاسية ما لم يكن ثمة إصرار على الوجود والتواجد وعياً وممارسة ووفق خطط واضحة وشراكة عربية تتعاظم وتتزايد وترفض الانطواء وحالة الاحتقان السياسي والثقافي الذي يقدم الوجع بسخاء ويظن على الإنسان العربي بقليل من الخير..
إننا ونحن نكترث بقوة لهذه الجاهزية في العولمة ومستودعها الولايات المتحدة الأمريكية، ندرك جيداً بأن ثمة قرار قد أتخذ إن لم يكن قد تم تجاوزه إلى ما دونه وهو إلغاء  أو ” نهاية الأيديولوجيا ” رغم كونها تشكل دوغما في طريق التقدم إلا أنها تحافظ كثيراً على كيان الأمة وهو مالم يعد موجوداً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حيث انتهت ديكتاتورية ((البلوريتاريا)) وانتهت أو كادت المسألة القومية وتبعتها القطرية ليلحق الجميع بالعولمة أعلى مراحل الإمبريالية وهنا يكون المسار الصعب للدول المتخلفة التي تجد نفسها منقادة لسياسة وثقافة واقتصاد العولمة التي تنتجها الشركات العابرة للقارات.
متغيرات تعيشها العولمة
إن ثمة متلاعبين بالعقول هم الآن يريدون صدام حضارات أولى مهامهم الحضارة العربية والإسلامية التي هي على تقاطع مع كل ما هو لا أخلاقي وترفض بقوة وقدر إمكانياتها التنازل عن انتمائها الحضاري الإسلامي، غير أن مراكز الشر تحددها أمريكا تقع بالدرجة الأولى على دول إسلامية فبعد الأحداث المؤلمة في الحادي عشر من سبتمبر وانهيار المركزين التجاريين كحدث كبير الظن أنه مفتعل في نيويورك سرعان ما دفع العالم وبالذات العربي والإسلامي الثمن غالياً.
فالسيطرة على بحر قزوين والدول المطلة عليه بما تملكه من ثروات، والفراغ الذي لم تستطع أمريكا الوصول إليه وهو (( أفغانستان)) إلا بعد أحداث نيويورك قد جعل تمركز العولمة يمد ذراعه الطويلة إلى كل مناطق العالم الأكثر أهمية ولم يقف الأمر عند هذا المستوى بل أن الصراع الهندي الباكستاني هو الآن يمتد بخيوطه إلى يد العولمة التي ترفع التوتر إلى أقصاه أو تخفضه حسب ما يتفق ونزوعها الاستقلالي. وإذا كان ثمة دول تقاوم فإنها الأن في مرمى العولمة قابلة للدمار ما لم تنساق في ذات البعد العولمي المتجه إلى تحقيق مكاسب كبيرة حتى على حساب مواطني الدول الاوروأميركية التي حمت رأسماليتها من إصلاح ما كانت تشير إليه الماركسية من عيوب ستؤدي إلى انهيارها على وجه الدقة نظام (( القيمة الاجتماعية )) التي تحاول العولمة اليوم التخلص منها كونها تشكل عبئاً اقتصاديا ثقيلاً على الشركات الكبرى مقارنة بتسارع وتيرة النمو في الصين على سبيل المثال، والتي تعد ثاني أو ثالث دولة في العالم يملك أكبر احتياطي من النقد الأجنبي حوالي 100 بليون دولار هذا في عام 1997م وهو ما يؤدي إلى منافسة اقتصادية شديدة لصالح دول أسيا المتقدمة، حيث أجور الفرد غير مكلفة مقارنة بما هو قائم لدى الدول (( الاوروأميركية )) ولعل أحد الأسباب المهمة يتمثل في القيمة الاجتماعية حيث الفرد يحصل على حقوقه كاملة بما فيها التأمين الصحي والاجتماعي الذي يكلف أرباب العولمة الكثير من المبالغ الطائلة بما يجعل الفارق لصالح الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا.. إلخ وبالتأكيد فإن الاعتماد الكلي على التكنولوجيا البالغة التطور يقذف بكثير من العمال والموظفين خارج سوق العمل.. بمعنى آخر أن ثمة بطالة تسعى إلى خلقها العولمة بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة ونظام الأتمته أي تشغيل الآلة بالآلة، وهو ما سيعوض الخسارة في نظام القيمة الإجمالي ويحد من فارق النمو بين الغرب ودول آسيا المتقدمة لتظل العولمة وهي أعلى مراحل الإمبريالية، هي المهيمنة والأكثر فعالية وقوة وتقدم على حساب البشرية، وهنا نجد أنفسنا مرة أخرى أمام محاولة التخلص من نظام (القيمة الاجتماعي) بعد انهيار المنظومة الاشتراكية التي كانت تشكل خطراً أجبر الرأسمالية على تبنيها قيماً اشتراكية فيما يخص حقوق الفلاحين والعمال والموظفين واليوم وبعد زوال الخطر الأحمر تنحو العولمة باتجاه إغفال هذه الحقوق والتخلص منها تساندها في ذلك آلة إعلامية ثقافية جبارة همها الأول ينصب على جر العالم المتخلف إلى مواقع المزيد من التبعية وعدم الاستقلالية وإلى توطين ما يرونه مناسباً من تكنولوجيا متخلفة وأصبحت تشكل عبئاً عليها، وإلى ترويض المواطن الأوروأميريكي بأن يتقبل واقع الحال فيما سيخسره لاحقاً من مكاسب حقوقية كان يتميز بها عن غيره من الشعوب.
هكذا تبدو العولمة ذات مخالب حادة وكبيرة لا ترحم أحداً ولا تنادي إلا بمزيد من (فائض القيمة) وتكدس الأموال بشراهة تصل إلى حد فقدان الانسان آدميته وإلى أن يكون في مستوى الانتماء إلى ما يصدر إليه فقط ويقبل به قانعاً بواقع الحال وإن كان جهنم.. ذلك قدره ومستقبله الذي تعمل من أجل جعله واقعاً متحققاً الشركات المتعددة الجنسية التي نمت كديناصور كبير على حساب شعوب بأكملها ومجاعات حدثت في العديد من قارات العالم في حين كانت هذه الشركات تتعاظم أرباحها وتزداد أموالها من وجع الإنسان وآدميته، يساندها بقوة ديمقراطية المصلحة التي يتربع على عرشها ويسوقها ارباب المال الأوروأميريكي فكأنها ديمقراطية المصالح الخاصة التي أخذت العديد من البلدان المتخلفة تبنيها ومحاكاتها بسوء بصيرة وعدم فهم لمعنى الديمقراطية في بلدان الشمال الغني الذي تدر عليهم أرباحاً طائلة وتجعلهم أحراراً في العبث بالعالم كيف يشاؤون، وتحت مظلة حقوق الإنسان والرأي الآخر، الذي لم نجده مطلقاً إلا في رأي واحد ووحيد هو مصالح الشركات المتعددة الجنسية على المستوى العالمي.
وما عدا ذلك هراء لا يعتد به وليس سوى مسرحية هزلية الممثلين فيها العالم المتخلف والمخرج هم أرباب العولمة من يوزعون بركاتهم على الدول التي يحددونها في جدول مصالحهم هذه ديمقراطية وأخرى ديكتاتورية، وهذا شرير والآخر خير، وهكذا تبدو ثقافة انتهازية ريعية تحاول أن تتجذر في العالم وأن تنحو باتجاه جني الأموال الهائلة من عرق الشعوب وجوع ملايين البشر على الكرة الأرضية، الذين انتظروا عدالة الرأسمالية بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وإذا بها تتحول إلى غول أكثر بشاعة من ذي قبل تتجاهل حقوق الشعوب في تقرير المصير وفي الاستقلال والسيادة وفي احترام الشرعية الدولية، لتحل أو تنوب عن كل ذلك وتقرر من هو مع، ومن هو ضد، ولقد بلغ هذا الخطاب أوجه وباستكبار شديد حينما أعلن الرئيس الأمريكي (( جورج بوش )) الابن بعد أحداث نيويورك أن العالم عليه أن يقرر أين يكون مع أو ضد  وعليه تقع مسئولية هذا الاختيار.
هكذا وصل الأمر لدرجة إرهاب شعوب وأنظمة بأسرها، وهو ما أحدث معاناة كبيرة يبدو أنها ستستمر فالاختيارات لمزيد من الضربات لشعوب أخرى ما زالت قائمة والعالم الآخر في ظل العولمة ينطوي تحت إرادة واحدة هي التي تريد وتعمل كيفما تريد وكأنها القدر الذي لا مفر منه.

ADVERTISEMENT

العولمة قرية ليست فاضلة

حقيقة إنها عولمة القبض على مقدرات الشعوب، وهيمنة ثقافية اقتصادية سياسية تسير في خط تصاعدي واحد متضافر كل عامل يعزز من الآخر، ويصب في نهر العولمة الدائمة الجريان إلى اللامعقول الذي ننتظره ولا ندري كيف يكون والحال هو التفرد وما موقع شعوب ودول متقدمة في هذا اللامعقول ؟ وهل سيمض قطار العولمة بهذا الجنون والرعب أم أن ثمة مواقف ستتخذ؟!
فهناك الصين والهند وروسيا ودول أخرى تأتيها العولمة بشيء من الاسراف ولعلها تفقدها هويتها وتوازنها إن لم تتخذ مواقف مسئولة وشجاعة حيال ما يجري من أحداث في كثير من بقاع العالم الذي أصبح ” قرية واحدة ” على حد ما تسمية العولمة في حين أن في هذه القرية الواحدة، هناك أحياء وهناك موتى، هناك متخمون وهناك جوعى محرومون، ومالكون وأجراء، إنها قرية ليست فاضلة قدر ما هي ملك العولمة أعلى مراحل الامبريالية.. إنها قرية يجري تقسيم البشرية فيها إلى أسياد وعبيد، إلى متخذي قرار وأصحاب سطوة، وآخرون مسلوبوا الإرادة عاجزون عن الفعل مستهلكون على حساب ثرواتهم الطبيعية وامكاناتهم المادية والبشرية وفي ذلك يتسع مجال الاستكبار وتتوطد دعائمه وتغدو وثقافة الأخر هي المحرك على حساب تاريخ الأمم والشعوب وحقها في تقرير مصيرها…
بهذا المستوى تبدو العولمة في جانب منها ضد تقرير المصير والسيادة الوطنية.. إلى أخر ما هنالك من مبادئ سجلها وعمل من أجلها تاريخ من النضال الطويل هو الآن قابل للمحو إن لم تكن اليقظة بمستوى الهجمة للعولمة، والتحدي بمستوى قوة وممكنات الشركات العابرة للقارات، وذلك يحتاج إلى علم وعمل، إلى وعي وممارسة، إلى نقد للذات وفهم واستيعاب للأخر.

أخطار تواجهها العولمة:

وحقيقة فإن الكثير من الدول المتقدمة وعلى وجه الخصوص في أسيا وفي المقدمة الصين بكل ثقلها البشري والمادي والتقني والعسكري هم على تقاطع مع ما تريده وتسعى إلى تحقيقه العولمة ذلك لأنه يمس انتمائهم الوطني ويعود بهم القهقرى إلى الوضعية الاستعمارية وإن بصورة أخرى وممارسة ذكية يستوعبها المتابعون من الدول المعنية المقاومة للاستلاب والانصهار في الامبريالية التي قدمت لشعوبهم تجارب مريرة تجعلهم أكثر حافزيه للمقاومة عبر تنامي وازدهار حضاري شامل يأخذ بأسباب التقدم ويقول بالعلم على ما عداه ويعمل على أن يكون له حضوراً قوياً في المجتمع الدولي، ويقيم علاقات بناءة مع الدول النامية التي تراهن على الحياة الأمثل القائمة على الاحترام المتبادل وليس الغزو العولمي الجديد الباحث عن تعزيز أدوار للشركات الكبرى وتنامي استثماراتها وتضخم رأسمالها الذي يزداد عتواً ونفوراً على حساب الإنسان وسعادته ورفاهيته التي لم يعد لها مستقر في عالم العولمة، الذي أفتقد إلى الحكمة والعقل بامتلاكه أدوات وقوة السيطرة الاقتصادية والعسكرية، التي ستجعل من رهانه أمام تنامي قدرات المواجهة مع الدول المتضررة خاسراً وذلك ما عبر عنه بوضوح مقال نشرته مجلة ” بزنس ويك ” تحت عنوان ” يد تساعد لا يد خفيه ” يقول : (( إن سياسة المصلحة الذاتية وحرية العمل في الاقتصاد يمكن أن تدمر الرأسمالية من داخلها )) المرجع عالم المعرفة ” التنين الأكبر ” صــ384.

ثمة إذاً إدراك عميق لما قد يلحق الرأسمالية من أضرار بفعل العولمة، ويؤكده المراقبون من الداخل من الفاهمين لمثل سياسة كهذه تجاوزت المعقولية وقفزت على الواقع بكل تبايناته وسعت إلى شره المال بعتاد يستفز، وممارسات تحدث ضرراً للآخر المستقبل وللعولمة المرسلة، بمنافسة تريد أن تتسيد العالم اقتصادياً وثقافياً، وتجرف كل ما يقف أمامها دونما هوادة وذلك ما يخالف سنن الكون وتنوعه ولعل عالم الاجتماع الأمريكي   (( ريتشارد مادسيني)) قد فطن إلى هذه حيث قال: (( إن الشركات الأمريكية باسم المنافسة الدولية تدمر قوة النقابات ويعمل الكونجرس على تفكيك دولة الرفاة وتتراجع الحريات الفردية )) ويستطرد إلى أن يقول (( إن بلدان شرق آسيا تبدو أكثر استعداداً وتأهيلاً لتحقيق توازن أخلاقي بين الحقوق والمسئوليات وبين الفرد والمجتمع على عكس الغرب وأمريكا )) عالم المعرفة “التنين الأكبر” صـــ385.
نحن إذاً أمام عولمة تفتقر إلى القيم والأخلاقيات وتعلي من شأن الجانب المادي على ما عداه أمام دول تحاول أن تحمي نفسها وأن تنطلق في المواجهة من فضاء مادي قيمي وتوازن أخلاقي بين الفرد والمجتمع والحضارة العربية الإسلامية أبرز مثال على ذلك، وهو ما يجعل من دعاة العولمة ينظرون إليها الخصم الأول في ساحة المواجهة باسم (( حوار الحضارات )) أو (( صراعها )) ذلك لأنهم يدركون مقدار المعرقل أمام ما يريدونه للحضارة من استلاب وجعلها تتقبل الوافد إليها الذي يجد مقاومة بما تمتلكه الحضارة العربية الإسلامية من مخزون قيمي أخلاقي ثقافي تأسس على مدى قرون طويلة، وقدم اسهاماته الفاعلة في مجرى تطور الحضارة الإنسانية، وهو على استعداد إذا ما أمتلك مشروعه الحضاري مضاف إليه المسلكية الأخلاقية يثري ويرفد الحضارة الإنسانية بما هو مشرق، ولكنه قبل هذا وذاك يقاوم غزواً فكرياً اقتصادياً عسكرياً واحتلال ارض، يقاوم ولديه القدرة على تحمل المسئولية حتى في ظل أوضاع وظروف وأنظمة متردية ذلك لأن الانتماء الحضاري الأصيل والفهم لسياق العصر يجعلانه في مستوى التحدي والمواجهة وهو أمر بات ضرورياً ويفرض نفسه بقوة حفاظاً على الهوية الحضارية والمعتقد والتنوع الحضاري الخصب الذي كان أبرز ما قدمته الحضارة العربية الإسلامية التي تفتحت على ثقافات شعوب أخرى كالهندية والصينية واليونانية الفارسية… إلخ واستفادت منها ومن ثم أشعت بسنا ثقافتها على العالم وأعطت ثقافة انتماء إلى الإنسانية وأصلت حقوق الإنسان وعياً وممارسة وفتحت أفاقاً رحبة للاكتشافات العلمية ما يزال العالم حتى اليوم يعترف بريادتها ودورها، وهو أمر تحاول العولمة اليوم طمس حقيقته لتبدو هي من ينوب كل الحضارات البشرية في التفكير، وهي التي تقرر ما هو إيجابي أو سلبي، ما يفيد الإنسان أو يتناقض مع مصالحه التي ترجع في الأول والأخير إلى مصالحها ورسملتها الهائلة وطغيان ثروتها وثورتها الاقتصادية والعلمية التي تريد أن تتسيد العالم فتبقى الحاكم بأمره في الكوكب الأرضي الذي نراه مبدداً منهوكاً لكثرة نهب موارده المقدر نضوبها في المستقبل، وهو ما قد يوقع الإنسانية في شر هذا النهب لموارد كوكبنا الأرضي بكل ما فيه من معادن وثروات لا حصر لها، بدأت تتضاءل بفعل شره العولمة الذي هو قادم بلا شك على مأزق حقيقي يراه كثير من الدارسين والمتابعين موتاً محققاً حيث العولمة أعلى مراحل الامبريالية تحفر قبرها بنفسها بفعل تزايد المظلومية ونسبة الفقر والبطالة في العالم وتمركز الثروة في يد قلة قليلة وتزايد أعباء الديون على دول العالم الثالث، واحتكار العلم، والاكتشافات في دول محدودة مهيمنة وتزايد المحرومين من الرفاة حتى في الدول المتقدمة.

دلالات خطيرة تقدمها:

ماذا يعني أن يكون 10% من سكان العالم يملكون 80% من ثرواته؟ هل في هذا شيء من المعقولية؟ ألا يدل الأمر على أن ثمة بؤس عالمي منطقه العولمة وآلة الدمار والتهديد الذي يطل بشكل يومي من على الشاشة المدنية ووسائل الاعلام الأخرى المغطى بذرائعية مكافحة الإرهاب في العديد من دول العالم المغلوبة على أمرها؟! وهل من العدل مثلاً ان يتقاضى الجندي الأفغاني نصف دولار يومياً وهو جنباً إلى جنب مع الجندي الاوروأميركي  بل وفي المقدمة ومع ذلك يتقاضى الجندي الأمريكي ومن في مستواه أكثر من 800 دولار في اليوم الواحد؟!! والجميع يكافحون الإرهاب حسب زعمهم وهناك من هو أقل أجر في الخطوط الأمامية وأكثر عرضة للخطر وبالكاد يسد رمقه.. ولكنها عدالة العولمة التي تأتي جارفة لكل ما هو إنساني والتي يصرف فيها الغني على لوحة تشكيلية أكثر من عشرة مليون دولار، وعلى قطعة ماس أنيقة عشرات الملايين من الدولارات، إنها الثقافات الباذخة التي لا تسمع أنين الجوعى، ودعاء المظلومين، ولا تصغي لكل ذي عاهة، أو مرض، أو وباء متفشي، في بلد أو قارة بأكملها، اللهم في خبر يذاع عارضاً وبإيجاز شديد، في الوقت الذي تسلط الأضواء كثيراً على عارضة أزياء أو نجم رياضي يبلغ ثمنه عشرين مليون دولار…
هذا السفه الذي لا قبل للبشرية به هو انصراف لا أخلاقي عن القيم الإنسانية عن واجب الإنسان إزاء أخيه الإنسان.. ولكنه التفرد يبلغ مداه وتصير الإمبريالية ذات الموازين المختلة ملك أفراد وشركات يلوذون بالصمت والمخادعة أمام دمار واسع حل أو سيحل بشعب ما ، في حين تقام المهرجانات الكبيرة الطاغية لافتتاح لعبة تنس أو ما شابه ذلك.. لسنا ضد الرياضة أو الفن، لكننا بالمقابل نتحدث عن تفكك قيمي تعمل به وتنادي من أجله العولمة، ولها في ذلك فنون وألاعيب شتى لا يفقهها كثير من المثقفين الذين يسيرون في اتجاه بريق الألم وينادون بالتخلي عن الاصالة في مقابل الأخذ بأسباب وقيم حضارة امبريالية كل تصرفاتها ضد الحياة والإنسانية وإكراه الأخر في أن يتخلى عن موروثه الإيجابي وألا يعمل به أو يقيم له وزن تحت أوهام سعادة العولمة التي ستقدمها للشعوب المغلوبة على أمرها المسحوقة في الفقر ونهب ثرواتها.
إن كثيراً من الأمور التي تجري لا نفقه مغزاها إلا بعد أن نعاني الضربات الموجعة منها، لسنا بذلك نعادي الغرب كغرب أو نقف ضد حضارته إنما نعير اللاأخلاقي فيه انتباهنا، ونحصن ذواتنا بفهمنا له، واستيعابنا لحضارته ومرتكزاتها وما ينادي به جهابذتهم، لنقراء ما قاله الرئيس الأمريكي ((روزفلت)) ذات يوم في خطابه: ((إن أمركة العالم هي مصير وقدر أمتنا “الأمة الأمريكية”)).
ولنقراء ثانية رئيس الأغلبية الجمهورية في الكونغرس الأمريكي عام 1995 وهو المستمر ((أفرز جنجريتش)) يقول معلناً ذلك أمام الكونغرس ((إن العنصر الأمريكي هو الأسمى والأرقى ومن ثم الأحق بالهيمنة على العالم)).
هذه هي خلاصة الفلسفة البرجماتية العولمية وهي الدستور الخفي لها، استعلاء وهيمنة على الشعوب واستحواذ عليها ( التحكم في إرادتها وتحديد مصيرها… إنها المركزية التي تدفع بالخطر كله أمام الكوكب الأرضي الذي يحلم بالسعادة المستلبة وينادي بالحب ولا يجده.
ولعنا لا نبالغ في شيء إذا قلنا بأن الأرض ستميد بالعولمة وتجعلها هامدة إن هي أصرت واستكبرت استكبارا وبقيت في نزوعها نحو العنف واللامبالاة، وأن كثيراً من المؤشرات تجعلنا نقف أمامها انتباها لما تفصح عنه بالنسب والأرقام من مدلولات لابد من استقرائها بقوة لنعرف إلى أين تمضي العولمة؟! وما الذي ستقدمه للمجتمعات المتخلفة لنتفحص الأرقام التالية:
200 بليونير يملكون أكثر مما يملكه 41% من سكان العالم 2 من أصحاب المليارات يعادل إنتاجهم ما ينتجه ( 600 ) مليون إنسان من الدول الفقيرة.
40% من الشركات المتعددة الجنسية تملك كل واحده منها أكثر مما تملكه ( 100 ) دولة من الدول الفقيرة.
10% شركات كبرى من شركات الاتصال تسيطر على 86% من السوق العالمية.
10 دول متقدمة تقدم 95% من براءة الاختراعات والاكتشافات في العالم.
المصدر مجلة الاجتهاد عدد ((52)) العولمة وآثارها الثقافية، محمد السماك صــــــ87،88. 
هذه بعض الأرقام والمؤشرات المخيفة التي لا ينبغي القفز عليها أو تجاوزها بحثاً عن حوار حضاري مزعوم لا تملك الشعوب المتخلفة مفرداته ولا هي قادرة حتى على مجارات أبعاده، مالم تكن هناك رؤية استراتيجية موحدة، هدفها القضاء على الفقر والجهل والمرض وإقامة تعاون وفهم مشترك وحوار أخلاقي قيمي قبل أن يكون اقتصادي فالأول يهذب الآخر ويدفعه إلى استثمارات لصالح الإنسان وحضارته ونهوضه وبدون قيم كما هو حال العولمة فإن الجحيم هو المأوى وذلك يعني أن الخطر ليس على س أو ص من الدول قدر ما هو خطر على البشرية دونما استثناء فهل تتنافس العولمة ويقابلها الدول الفقيرة بين تأصيل القيم وإنتاجها وبين من يحاول إلغائها للكسب البرجماتي فقط؟؟
سؤال نلقيه على الأخر القارئ فلربما أيقظ شيئاً نبحث عنه جميعاً.

Related Posts

مقالات

بيس هورايزونس.. مهنية وكفاءة

...

Read more

بيس هورايزونس.. منصة يمنية مستقلة تنصت للإنسان وتضيء طريق السلام

مصر.. الحاضرة في القلب والتاريخ

Load More

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • الرئيسية
  • قضايا انسانية
  • أخبار الفن
  • اقتصاد
  • رياضة
  • منوعات
  • ثقافة
  • نصوص
  • من نحن
  • اتصل بنا
الصورة
موقع إخباري يمني مستقل

© 2019 جميع الحقوق محفوظة لموقع بيس هورايزونس

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • قضايا انسانية
  • أخبار الفن
  • اقتصاد
  • رياضة
  • منوعات
  • ثقافة
  • نصوص
  • من نحن
  • اتصل بنا

© 2019 جميع الحقوق محفوظة لموقع بيس هورايزونس

Login to your account below

Forgotten Password?

Fill the forms bellow to register

*By registering into our website, you agree to the Terms & Conditions and Privacy Policy.
All fields are required. Log In

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
This website uses cookies. By continuing to use this website you are giving consent to cookies being used. Visit our Privacy and Cookie Policy.