- لافتة احتفالية عن موقع (بيس هورايزونس)

نجح الروائي اليمني حميد الرقيمي، بأمانةٍ أدبية وإنسانية، في حمل وجع اليمن وأملها معًا من خلال روايته “عمى الذاكرة” التي كتبها في ذروة الحرب واليأس. ومن خلالها، حصد جائزة كتارا للرواية العربية عن فئة الروايات المنشورة، ليضيف صفحةً مضيئة إلى سجل الأدب اليمني، ويقدم وثيقةً إنسانية مشبعة بالصدق والتحدي في قلب المشهد الثقافي العربي.
يُعد فوزه بهذه الجائزة _ إحدى أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي، التي أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في قطر عام 2014 _ استحقاقًا أدبيًا وإنسانيًا لشابٍ يمني امتشق قلمه وخاض غمار السرد والتوثيق لمشاهد الدمار والمدن المهدمة. ومع ذلك، حلق الرقيمي كالعنقاء من بين الركام، ليقدم صورةً حية لوطنٍ غارق في الفوضى والموت، عبر نصٍ أدبيّ مفعم بالأمل والمقاومة.
لقد استطاع الرقيمي في “عمى الذاكرة” أن يجسد إرادة النجاة والتشبّث بالحياة لدى الإنسان اليمني، محولًا المأساة إلى تجربة فنية خلاقة تؤكد أن الكتابة قادرة على مقاومة الموت.
وبهذا الإنجاز الكبير، يُعبر موقع بيس هورايزونس عن فخره بالروائي حميد الرقيمي، ويبارك له هذا التتويج المستحق، ولليمن به مبدعًا وبطلًا عليها أن تُنصت إليه اليوم بإجلال، وتحتفي بابتسامته التي تشبه المستقبل، وهو يتحدث من الدوحة بعد إعلان فوزه قائلًا:
«روايتي “عمى الذاكرة” تفوز بجائزة كتارا للرواية العربية – فئة الروايات المنشورة.
كل هذا بفضل الله، وجهدٍ كبيرٍ كرّسته في سبيل الكلمة.
أنا حقًا فخور بنفسي، وشعرتُ مع هذا الإنجاز بأن كل يمنيٍّ كان هنا معي في هذه اللحظة التاريخية.
أقول هذا لكل أبناء جيلي، لكل من يخوض معارك الحياة القاسية:
إياكم أن تستسلموا، ولا تسلّموا أحلامكم لليأس.
فقد كتبتُ هذه الرواية في أسوأ الأيام، وفي ذروة يأسي، لكنني اليوم هنا، فائزٌ ومكرَّمٌ وبطل.
لذا، آمنوا بأنفسكم، واعملوا، فالثمار ستأتي لا محالة.
هذه جائزتكم، وهذه ليلتي التي لن تُنسى… ليلة عمري».
في الختام، يمكن القول إن فوز حميد الرقيمي بجائزة كتارا يشعّ كضوء يمني ناصع في عتمةٍ طال أمدها، مؤكدًا أن الأدب اليمني ما يزال قادرًا على استعادة مكانته، ومنح هذا البلد ألقًا جديدًا بالكلمة الصادقة، والخيال المبدع، وإرادة الشباب الذين يخلقون الحياة من بين الرماد.