

- تعز_ بيس هورايزونس
- محمد علي العزعزي
عقدت اليوم إدارة مستشفى خليفة العام بالتربة اجتماعًا مع الصحفيين في المنطقة، وأدار اللقاء مدير عام المستشفى الدكتور مازن الزبيري، وبحضور كوكبة من الصحفيين والإعلاميين والناشطين وبعض الموظفين. وفي اللقاء اتضح أن هذا المرفق يعاني من قصور في الإمكانيات المادية والكادر الفني والطبي والصحي. وفي السنوات الأخيرة فقدنا أطباء، ومن الصعب إيجاد البديل في ظل عدم توظيف كوادر جديدة منذ عام 2011م، ونجتهد بالتعاقد، لكن المشكلة في طلب الأطباء حوافز كبيرة لا نستطيع توفيرها. كما تفتقر المستشفى إلى تجهيز وتطوير غرفة العمليات، وإنشاء مركز للأطراف، ومستشارين اختصاصيين في مجالات المخ والأعصاب، والتجميل، والمسالك، والقلب، والعيون.
يعرف الجميع أن المستشفى منذ الثمانينات من القرن المنصرم كان يخدم عددًا قليلاً من المرضى من الشمايتين والمقاطرة، وبمرور أكثر من (44) عامًا زاد عدد المرضى بما يعادل أضعاف السكان المحليين والنازحين بفعل الحرب. كما زاد العدد السكاني بشكل كبير، بينما يعتبر التوسع في الخدمة طولًا وعرضًا ضعيفًا، بالإضافة إلى أن عدد الموظفين (330) موظفًا، أغلبهم متعاقدون على نفقة المستشفى، بينهم (60) موظفًا يستلمون مرتباتهم من الحكومة، ويعرف الكل معاناتهم بعدم انتظام المرتبات، ما يسبب إشكالات على المرفق، ونعوض ذلك العجز بحوافز من الإيرادات المحلية.
وتظل مستشفى خليفة مركزًا محوريًا في تقديم الرعاية الصحية في ريف تعز الجنوبي، ويخدم ما لا يقل عن نصف مليون شخص من خمس مديريات أبعدها الوازعية. وفي الأشهر الثمانية الماضية استقبلت (61,300) مريضًا، نسبة النساء أكثر من النصف، وهذا يعكس فرادة المستشفى في تقديم الخدمة، وإن كانت لا ترتقي إلى الجودة المنشودة من وجهة نظر المواطن الذي يتمنى خدمة (VIP)، لكن العمل يتم وفق المتاح وبحسب الإمكانات المتوفرة. وخلال أقل من عام تقدم ما يقارب (192,000) حالة بين استقبال باطنية وفحوصات وعمليات بأنواعها، أما الحالات العلاجية فبلغت (16,900) حالة بين باطنية وجراحية وإنقاذ حياة. واستقبلت عيادة العظام (5,300) حالة، ولا يوجد تحديث بالأجهزة والأدوات والكادر، وهذه تتحملها الجهات الرسمية. واستقبلت النساء والولادة (3,600) حالة، والباطنية (3,400) حالة، والعدد قابل للزيادة وفقًا للنمو السكاني المتسارع وغياب الحلول المركزية.
أما المراكز العلاجية فقد قدمت (3,700) جلسة غسيل للكلى، وكذلك (4,600) حالة إسهالات مائية حادة قريبة الشبه بالكوليرا، ورُصدت حالة وفاة واحدة خارج المستشفى، وحالات سوء التغذية بين الأطفال وتأهيل المعاقين وهي خدمة جديدة، واستقبلنا (1,700) حالة ولادة طبيعية وقيصرية، و(3,900) خدمة للأمهات وتنظيم الأسرة. ويتركز الضغط الأكبر على المختبرات بـ(106,000) حالة، وأجرى هذا المرفق (1,560) عملية جراحية متفرقة.
ومن خلال استقصاء رأي عدد من المواطنين، تراوح الرضى عن تقديم الخدمة بين الإيجابي، فيما كان عدد غير راضٍ لأن الطموح مرتفع، غير مدركين الظروف الموضوعية والذاتية التي تواجه المستشفى، وعدم تفاعل المجتمع مع المستشفى، وخاصة رجال المال والأعمال والمشايخ والميسورين في الدعم والمساندة. وما يثير الاستغراب أن الفئات الميسورة، بدلًا من دعم المرفق ومساعدته، يبحث البعض عن تخفيض رسوم الخدمة ولا يعطي فرصة للفئات الأشد فقراً.
وفي إشارة إلى رسوم بعض الخدمات، أكد د. مازن الزبيري أن المستشفى يقف إلى جانب المواطن في أصعب خيار، فقد حددت الجهات العليا رسومًا مرتفعة على المريض خاصة عند إجراء العملية، فالمستشفى تكتفي بـ50 ألفًا شاملة التكاليف، بينما أقرت التعليمات 300 ألف ريال، وهذا يحرجنا أمام عموم الفقراء. ونحن نقف في حيرة بين المفروض من الجهات العليا والواجب الذي نقدمه للمرضى، ومع ذلك لا نسلم من النقد. قلوبنا مفتوحة، والمستشفى مفتوحة لأخذ كافة المعلومات بدون إحراج، ويجب أن نكون جميعًا في خدمة المرضى، ولا يوجد لدينا ما نخفيه أو نخاف عليه.
وفتح باب النقاش بين الإدارة والصحفيين تركز حول طرق الارتقاء بالخدمة وتجويدها، ومواجهة أماكن القصور والاختلال وسبل معالجتها. وأثناء احتدام النقاش بين الصحفيين والإدارة، كانت الردود شفافة. وطالب مدير عام المستشفى اشتراك أرباب الأقلام أن يكونوا في الصورة، وأن يأخذوا المعلومات من مصادرها ويكشفوها للرأي العام بكل مصداقية، وأن يشارك المجتمع في تصويب الخدمة، ويكون الكل حريصًا على مرفقهم، خاصة في هذه الظروف الصعبة. أما الموظفون والإداريون فلن يدوموا مدى الحياة، ويبقى هذا المستشفى ملكية عامة، ومثار حرص للاستمرار في تقديم الخدمة، ويجب على الجميع الحرص على مرفقهم ومساعدة أنفسهم والحفاظ عليه.