تتواصل في مدينة تعز الاحتجاجات الشعبية الحاشدة للأسبوع الثاني، مطالبة بسرعة القبض على جميع المتورطين في اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين، الشهيدة أفتهان المشهري، الذي هز الرأي العام المحلي والوطني الأسبوع الماضي.
واحتشد اليوم المئات من المواطنين والناشطين الحقوقيين وأسر الضحايا في تظاهرة غاضبة أمام مبنى المحافظة، رافعين لافتات تندد باستمرار “حالة الإفلات من العقاب”، ومطالبين بكشف جميع الخيوط التي تقف وراء الجريمة ومحاسبة كل من ساهم أو تستر عليها.
وأكد المحتجون أن التأخير في التحقيقات أو التغاضي عن أسماء بارزة يُشتبه في ضلوعها يُعد خيانةً لدم الشهيدة ولنضالات أبناء تعز من أجل دولة القانون والمؤسسات، ودعوا النائب العام والجهات الأمنية المختصة لتحمّل مسؤولياتها الكاملة، واتخاذ خطوات عاجلة وشفافة تعيد الثقة في العدالة وتنهي حالة الاستهتار بحياة المواطنين.
وحذر المشاركون من أن تكرار جرائم الاغتيال دون محاسبة مرتكبيها يُنذر بتفاقم الأزمة الأمنية، مطالبين بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة أو السماح لمراقبين دوليين بمتابعة التحقيقات لضمان نزاهتها وشفافيتها.
في سياق متصل، أعلنت شرطة محافظة تعز عن ضبط متهم ثلاثيني (ر.م.إ.ط) على خلفية مقاومته حملة أمنية أثناء ملاحقتها مطلوبين في حي الروضة. وأوضحت أن المتهم أطلق النار على أفراد الحملة أثناء محاولته الفرار ورفض تسليم السلاح، ما اضطر القوات للرد عليه وإصابته بطلقات في الفخذ والمنطقة اللحمية، قبل نقله للحجز رهن الإجراءات القانونية.
وكانت الحملة الأمنية المشتركة قد تمكنت في وقت سابق من مداهمة تلة الوكيل، حيث تواجد المدعو محمد صادق سرحان، المنفذ الرئيس لجريمة اغتيال المشهري، والاشتباك معه ما أدى إلى مقتله أثناء مقاومته للحملة. كما ألقت الحملة القبض على ستة مطلوبين آخرين خلال المداهمات ذاتها، في إطار مساعيها لتعقب جميع المتورطين في الجريمة والجرائم الجنائية الأخرى بالمحافظة.
يُذكر أن الشهيدة أفتهان المشهري، التي كانت تشغل منصب مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز، اغتيلت الأسبوع الماضي برصاص مسلحين في جريمة بشعة. وقد اعتبر ناشطون أن اغتيالها استهدف جهودها في مكافحة الفساد وإعادة بناء مؤسسات الدولة، ما جعل دمها رمزًا للمطالبة بإنهاء حالة الانفلات الأمني وتحقيق العدالة في المحافظة.