- كتب : نبيل الشرعبي
قلوب الأمهات أشد القلوب تكسراً وفاجعة على فلذات أكبادهن، وكما يبدو في الصورة مشهد لأم “كلبة” تعرض رضيعها لدهس من سيارة بينما كان يحاول قطع الشارع..
هذه “الكلبة” رفضت مفارقة رضيعها الذي فارق الحياة، لزمت البقاء جواره ولعقه وكأنها تعتقد أن بقائها ولعقه سيجعله يعود للحياة.. ساعات وهي ترفض مغادرة المكان، وتحرص على حماية رضيعها ممن يحاول نقل رضيعها إلى مكان آخر..
بقاء هذه الأم جوار رضيعها وتقليبه لها. مشهد يعكس مدى حنان وحب هذه الأم لإبنها هي حيوان، وفي بال كثير منّا بأن الحيوانات لا يشعرون بفاجعة فقدان فلذات أكبادهن، ولكن هذا المشهد والذي يتكرر دون أن نهتم له، هذا المشهد يعكس حجم وجع الأم وفاجعتها، فكيف بالأمهات من بني البشر..
يُساق الأبناء باليمن إلى جبهات الحروب دون الاهتمام بماذا سيحدث لقلوب الأمهات.. شباب وأطفال يُساقون إلى الموت وبعض أمهات لا يتمكنا حتى من رؤية جثة أبنائهن، فبعضهم يعودون به بقايا أشلاء وأخرين يتم استبدل جثثهم بجثث أخرين..
تجار الحروب باليمن لا يتهمون لفواجع الأمهات، فيسقون أبنائهن للموت كرهاً فهل يدرك هؤلاء ما يفعلوه بقلوب أمهاتنا ومتى يستشعرون وجع أمهاتنا..؟!..
عشرات ألاف الشباب وألاف الأطفال اليمنيين سيقوا إلى الموت ليتركوا ورائهم أمهات تتكسر أفئدتهن، أمهات يعشن حزن وفواجع وآلم كبير وبحجم كُبر قلوب الأمهات..
ليتهم يتعلمون من هذه الأم “الكلبة”، ليتهم يتعلمون الإنسانية وكيف تنكسر قلوب الأمهات على فقدان أبنائهن، ليتهم يتعلمون ماذا يعني أن تفقد الأم ولدها..
وأنتم تشاهدون الصورة تذكروا كم عدد الأمهات اليمنيات المفجوعات بمقتل أبنائهن، وتخيلوا كم الوجع الذي يعتصرهن، تذكروا أمهاتكم وحنوهن عليكم..
دين الأمهات كبير وكبير على الأبناء، فمعذرة أمي وكل أم معذرة وغفرانكن على ما سببناه ونسببه من أوجاع لأرواحكن، غفرانك أمي وكل أم..