- كتب: نبيل الشرعبي
لا يهمني الحديث عن لصوص الماضي والحاضر الذين اتفقوا على سرقة رغيف خبز الفقراء، وتقاسموا نهب مليارات الدولارات من ثروات اليمن ويواصلون سرقة رغيف فقراء اليمن، والإتجار بمعاناة اليمنيين التي صنعوها بأيديهم عن سبق إصرار وترصد لإذلال اليمنيين..
في المقابل يهمني الحديث على جاري “أبو زيد” هذا الرجل الستيني تعرض قبل أعوام لحريق تسبب له في تمزق عدة أعصاب في الجزء العلوي من جسده، وزاد على ذلك تعرضه لفتق أجرى له ثلاث عمليات فشلت كلها..
جاري عمو “أبو زيد” تطورت حالته إلى الإصابة بـ”رعاش الأعصاب” حسب توصيفات وتقارير الأطباء.. جسده يتهاوى كل يوم أكثر ولا يستطع الجلوس ولا النوم إلا بكبسولات منومة، ويظل واقفاً طوال ساعات اليوم أو ماشياً بخطئ وئيدة وجسد مرتعش، وبالكاد يرفع بضع لقيمات إلى فمه..
وفاة زوجته قبل بضع سنوات من تعرضه للحريق، قاده إلى مغادرة بلدته في محافطة المحويت ليستقر بالعاصمة صنعاء مع أولاده الثلاثة..
حدثني لأكثر من مرة أنه حاول البقاء في منزلهم بالمحويت بعد وفاة زوجته ولم يستطع فقد كانت له دنياه الجميلة ومعشوقته التي لا يمل من كثير حنانها وحبها وتقديرها، فتتنزل الدموع من عينيه دمعة دمعة لتصل إلى صدره وهو يتحدث عنها، ويوكد أنه يشعر براحة ما حين يبكي عليها..
أولاده الثلاثة لم يتمكنوا من إكمال تعليمهم.. الكبير منهم تعلم حرفة البناء بالطوب والأحجار ولكن العمل لا يتوفر إلا نادراً، والثاني حارس مع شركة آمنية، أما الأخير فلدية عربية عهدة لبيع الإيسكريم، وكافتهم يشتركون في رعاية والدهم وتوفير ما أمكن العلاج وإيجار السكن..
يقول عمو “أبو زيد” حُبي لأولادي الثلاثة كأنهم واحد، لكني أخجل من زيد وزياد ولا أقبل أن يساعدوني بدخول الحمام وقضاء الحاجة وكذلك الاغتسال و..، فيما أسلم نفسي لعاصم_ أصغر أولاده ليدخلني الحمام ويحممني ويغير ملابسي..
حسب التقرير الطبي المعمد من أطباء مختصين، حالة عمو “أبو زيد” تزداد سواءاً نتيجة عدم خضوعه للعمليات الخاصة بحالته والتي لا يمكن إجراءوها إلا بالخارج، وظروفه لا تسمح له حتى بشراء المهدائات..
عن مثل هؤلاء سأكتب وأتحدث فلو انتصرنا لهم، فلن يبقى مكان للصوص في اليمن..
تنويه:
الصورة لمدخل المسكن الذي يقيم فيه..