- د. عبدالعزيز علوان
إلى: الدكتور عبدالعزيز المقالح (في أوراق الجسد العائد من الموت).
… وصنعاء هذا المساء
في الدائري تدور تدور
تبحث عنك بين فراغ الكلام
وبرد الصدى
وتسأل عن شاهد لا يزول
وعن أثر مررت على إثره بطول امتداد المسافة
منك إليها / ومنها إليك
وصنعاء إمرأة قلت عنها الكثير
ولم تلق فيها نسمة ثغيثك
عند اختناق النسيم
وصنعاء هذا المساء في الدائري
تدور
لم تعد (عاصمة الروح)
أو (إمرأة من ندى)
وغيمان صار في حزنها جبلًا
تموت الأساطير بين يديه
وتولد ثانية عند احتراق الهثيم
وصنعاء.. هذا المساء في الدائري
تدور حول دائرة أفرغ الليل
من سماواتها حديث النجوم
وقد (باغتها الأسود الحزن والأصفر الموت)
وأنت هناك على قرب ما بينكما والبعاد
تلملم في الجسد الذي يعود من الموت أوراقها
تقرؤا أبواها
مثاني أم الكتاب
وتنزع من أفقها مهاوي الطريق
وصنعاء هذا المساء في الدائري
تدور
تدور
تبحث عن جامع لم تتصدع قبلته
وعن مئذنة لم تتمايل قامتها
وتبحث…
تبحث…
ولكنها لم تجد غير فاتحة تتسول ترتيل آياتها
وسوى نظرات المرارة في الصلوات لا ترى
غير دائرة يغيب بمركزها الشعاع المبين
وصنعاء هذا المساء في الدائري
تتأمل أفلاكها
وتنهار من خشية الابتذال الذي تروي المراصد فيه عنعنات الأحاديث
وتعوذ برب السموات والأرض من الاعتلال الأثيم.
- أوراق الجسد العائد من الموت ديوان شعري يوثق زلزال ذمار عام 13 ديسمبر 1982 الساعه الثانية عشرة و13 دقيقة ظهرًا.
- مابين قوسين للدكتور المقالح.