- عبدالحكيم الفقيه
وطير يحط على غصن كافورة في ممر السيول يزقزق للشمس وهي تخط أشعتها الذهبية في صفحة النبع والنسغ في وردة تتفتح ضاحكة قرب درب المشاة قبالة تل وأودية وسهول.
الفؤوس ترن وتعزف أغنية في الحقول ومذياع كوخ يبث الأغاني ونشرة أخبار هذا الصباح الجميل وصوت النواقيس في أعنق الماشيات يدندن والنمل كان يشق الطريق وراعية تتأملها في أتم الذهول.
الصغار
الشباب
الرجال
النساء
البنات
النبات
الصخور
تشكل لوحة عشق خرافي في أعين الطاعنين
وريح النهار تخفف حمل الكهول.
-إلى أين تعبر؟
–أمشي يرافقني الماء صوب المدينة
ـ ماذا ستفعل؟
– أحلق شعري وأشري كتاب الطوالع أدفع للحاكم البلدي الزكاة
-وماذا؟
– سأشري لنفسي راديو لعلي أوسع إدراك عقلي الجهول.
تلوح المدينة أسنان فكي جبل
ذرعت شوارعها والحوانيت، بايعت في كل شيء
وكانت نقودي مثبتة (بالربل)
يقول المزارع وهو يراجل طفلا يبيع (الكراث):
لماذا تضاعف قيمتها (للدبل)
وفي باب مقهى سمعت المقهوي يعاتب نادله ويقول له :
مالك اليوم تبعث فينا (الزبل؟)
والمدينة أوقاتها تتعارك مثل زواج (النبل)
والنهار يطول
هنا جبل يجلس القرفصاء
رأسه قلعة
ويداه عصا
والغيوم تسوق الحصى
وتسافر من أول الشرق حتى الغروب
وتسكب أحلامها في ممر الغيول
وتغسل ما عبأ الدهر من غصة في تراب الحقول
آن لي أن أقول :
جاء سبتمبر ضاحكا باسما راسما اسمه في جدار القلوب
غير ان المدى حالك شائك مفعم بالكروب
الإمامة عادت على رسلها نحو حكم الشمال
والجنوب تبعثر ما بين جزر ومد وكر وفر
وسلطنة ورمال
ما الذي سيلوح إذن في البوادر يا احتمال :
طهروا العقل والقلب والروح
ولتحذروا خدعة الرأسمال
اكنسوا من رؤوسكم عفن الكهنوت
المخيم فوق العقول
وادخلوا في خضم النضال المقدس
حتى يصير المدى واحة
واليباب يزول.
يستقي الشعر من نبع أيلول
يقرأ في فصله
ويغرد من لحنه
ويدوس على الطرقات
ويمشي إلى الخدر
يخلع معطفه
ويبوح بموسقة
ويصول
يجول
ويرفع بيرقه فوق أسطحه
ويحرك نرجسة في الأصيص المرابط في الشرفات
بريح الهواجس
والقمر الليلكي الجميل
يغلف بالضوء قلب الأزاهير والأغنيات
وما اختطه الابنجاس
على صفحة من بياض الفصول.
نحتفي بالأناشيد حبا
لنحي الرميم هنا
هم يحكمون ونحن ندندن
فالثورة الأم في هامش
والمتون لأعدائها
أصبح الحق حاشية
والأماني طلول
والأراضين تنتظر الآن غيم العدالة والحب في شغف
فمتى سيكون الهطول؟
تعز_ 20 سبتمبر 2025.